جملةٌ من التحديات.. ما الذي يمنع السوداني من تغيير وزراء حكومته؟
خاص|..
أوضح الأكاديمي عصام الفيلي، اليوم الأحد، التحديات التي تواجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني في حال تغيير وزراء حكومته.
وقال الفيلي لـ”جريدة“، إن “تغيير الوزراء واحد من هم التحديات التي واجهت الحكومات السابقة، فهي أزمة ترتبط بطبيعة وشكل النظام السياسي في العراق القائم على أساس التوافقية والتي تحوّلت إلى محاصصة مقيتة، بالتالي الكتل التي ساهمت بالتصويت للحكومة تبحث عن منصات متعددة عبر الوزارات في هذه الحكومة، وفي حال إجراء تعدل وزاري من الناحية العملية يجب تغيير شكل النظام السياسي، وأن يكون رئيس الوزراء حراً بالمائة بالمائة في اختيار وزرائه مع قدرة القوى السياسية على إقالة الوزارة بكاملها أو محاسبتها”.
وأضاف، “لكن القوى السياسية تؤمن بأن لا قيمة لها في البرلمان ما لم يتزامن مع وجودها في مجلس الوزراء، بل أن بعض قيادات الكتل السياسية تسعى إلى مباركة أعمال وزراءها في رسالة ضمنية للحكومة بأنها داعمة لها، لذلك إذا أراد رئيس الوزراء التغيير عليه الرجوع إلى رؤساء الكتل للاستئناس برأيهم”.
وتابع، “وأن الكتلة التي انبثق من رحمها رئيس الوزراء ما زالت تمثل الكتلة الأكبر، وأنها تدرك أن عملية اختيار البديل أصعب من اختيار الوزير في البداية، كما هناك جملة تحديات تواجهها الحكومة التي تسعى لردم الصدع بين الشركاء في العملية السياسية فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية وخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية”.
وبيّن، “حيث هناك أكثر من رأي قد يلتزم أحياناً جانب المباركة أو الهدنة مع الحكومة العراقية بفعل تواجده في السلطة التنفيذية، وأي محاولة لإقصاء أي شخصية من هؤلاء ستؤدي إلى خلق أزمة وسترتفع المطالبات باتجاه مقاطعة الحكومة، لكن متى ما تشكلت حكومة يمتلك رئيسها مقاعد برلمانية خاصة لكتلته، يستطيع حينها تغيير ما يشاء من الوزراء، وسيبدأ أولاً بوزراء كتلته لكي يكون قدوة للآخرين، وهذا ما معمول به في الأنظمة الديمقراطية سواء الملكية أو الجمهورية في أوروبا وبعض دول العالم العربي”.