تحليلٌ عراقي.. لماذا تم إختيار قناة “العربية” في لقاء عائلة ابو بكر البغدادي؟

كثيراً ماتداول في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن سبب اختيار قناة العربية لتغطية لقاء عائلة المقبور ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الارهابي وخروجها بهذا الاسلوب وبهذه الطريقة وكمية المعلومات التي تداولها وانحسار هذه المعلومات عن عائلته وتصرفاته وطريقة التعامل فيما بينهم.

اولاً تم اختيار قناة العربية كونها قناة عالمية ومتابعة من اغلب الدول العربية التي قد نشط فيها التنظيم او ساهمت في دعمه وهنا ارادات الحكومة في وجهة نظري عن طريق توصيات جهاز المخابرات الوطني العراقي ايصال عدة رسائل مهمة وجوهرية وارادها ان تنقل عن طريق قناة تعتبر محايدة وليست عراقية رسمية بل عربية عالمية امام المجتمع العربي والدولي.

لو حللنا جيداً أهمية هذه الرسائل حسب المعطيات والمؤشرات والمتابعة المستمرة والدقيقة لتنظيم داعش الارهابي في العراق والمنطقة لاستنتجنا بأن اللقاء جاء من اجل ايصال رسائل منها خارجية ومنها داخلية ومنها رسالة مهمة مباشرة الى العوائل الداعشيه في مخيم الهول والجدعة والتي تسكنها الاف النساء والاطفال التي لازالت تؤمن بخرافة دولة الخلافة وتعمل بتنظيم سري تقوده نساء تلك المخيمات وتعتمد على فتاوى تأتي من خارج المخيمات والاخطر منها ماحدث اخيراً من كشف انفاق ومخابئ للاسلحة والمتفجرات داخل مخيم الهول الذي اعطى مؤشر واضح بأن هذه المخيمات هي الخطر الاكبر وقد تخرج عن السيطرة الامنية بأي وقت وخلال السنوات المقبلة لذلك ارادوا من خلال هذا اللقاء ايصال رسالة واضحة اليهم بأن هذا الرجل الذي ادعى انه خليفة ليس سوى رجل مجرم كان همه النساء والجنس اكثر من الدين الذي يتغطى فيه ولو رأينا تركيز مقدم البرنامج كانت حدود محاورته او صلبها تتركز على علاقة الزوجات الاربعة وسباياه التسعة وكيف يتم التعامل معهم ومع اطفاله وكيف يتم اختيار قضاء الليل مع احدهم عن طريق القرعة ضارباً في وجه الحائط كل المقومات الاسلامية والحقوق الزوجية فعلاً قد تم فضحه وتعرية تصرفاته الشهوانية التي تعتمد على القتل والجنس واظهاره بهذا المنظر الحقيقي الواقعي الذي يتبناه لتكون رسالة ايدلوجية فكرية تخاطب العقول المتشددة ولكل من يؤمن بهذا الرجل ومن يؤمن بمشروع دولة الخلافة الاسلامية التي تبناها البغدادي ، وهذا واضح حتى بطبيعة العلاقة الغير شرعية التي تم الاشارة اليها بشكل غير مباشر بين زوجته الاولى اسماء والارهابي العدناني فكان الهدف الاول تعرية عائلة هذا التنظيم الارهابي وقائده لكي يكون عبرة واضحة أمامهم بأن كل ماحدث هو مخالف للشرعية الاسلامية ولفكرها ومانص عليه القرأن الكريم فهو ليس الا تنظيم متطرف غاياته دنيويه وجنسيه متغطيه بشعار الاسلام .

اما بخصوص الرسائل الخارجية فكانت تستهدف لكل الدول والمنظمات والشركات او رجال الاعمال والاهم اجهزة المخابرات الدولية التي دعمت هذا التنظيم الارهابي بفترة ما بشكل مباشر او غير مباشر ولبقايا التنظيم الارهابي في سوريا وبعض الدول بأن في العراق جهاز مخابرات وطني مهني يعمل ضباطه موظفيه على انهاء كل خطر يهدد الامن القومي وبأن اغلب عناصر التنظيم الارهابي الهاربين هم مكشوفين ومراقبين اين ما كانوا ولو رأينا بأن اللقاء الذي بثته القناة العربية اختصر فقط على معلومات اعتيادية ليس فيها جزء استخباري او معلومات استخباراتية عميقة لكون القضية في طور التحقيق وهناك اهداف لازالت موجودة وجاري العمل عليها وسأكشف بالتفاصيل كيف استطاع جهاز المخابرات الوطني العراقي من وضع خطة نوعية واستخبارية دقيقة عمل من خلالها على معرفة مكان الارهابي المقبور البغدادي في مقال لاحق بحقائق لم يتداولها الاعلام.

اما الرسائل الداخلية فهي اشارة بأمكانية اجهزة الدولة من القيام بواجباتها واعطاء صورة ايجابية بأن جهاز المخابرات الذي يعمل في الظل دائماً هو موجود لتفكيك التنظيمات الارهابية وردع اي خطر ابتداءاً من الخارج وتواصل شبكاتها داخلياً للحفاظ على الامن القومي العراقي مما يعزز ثقة المواطن بأجهزتها الامنية والاستخباراتية الوطنية وأيضاً رسالة مهمة الى الخلايا النائمة والمنغمسة بين المجتمع ولبقايا التنظيم الارهابي الذي يأخذ من الكهوف والوديان والجبال مقرات له بعدما فشل وخسر الحاضنة الاجتماعية التي كان يعتمد عليها في بداية نشأة التنظيم بأنكم تحت الرصد وما تحلمون به وتعتقدون بفكره وماتسمونه خليفة او امير المؤمنين هو ليس الى رجلاً مهزوز يخاف من المسيرات وهمه الاول الجنس ولاشيء اخر فأتعضوا وسلموا انفسكم واسلحتكم وللمنغمسين بالمجتمع والخلايا النائمة عودوا الى وعيكم ولا تسعوا الى اثارة الفتن والدخول من جديد في حاضنة الارهاب فمصيركم القتل او السجن فأنتم لستم سوى فكر متطرف منبوذ من الشعب العراقي والاسلام منكم براء.

واخيراً اقول لكل من هاجم او تكلم على جهاز المخابرات الوطني العراقي بأنه لماذا اعطى التصريحات الحصرية لقناة العربية ولماذا لم يتداول اللقاء معلومات تخص من دعم هذا التنظيم ومن موله وكيف كانت تنقل المتفجرات والأسلحة ومن يمولها وكيف يتم تصنيعها واين مكان معسكرات التدريب وغيرها من المعلومات المهمة اقولها لكم هذه معلومات خاصة بالامن القومي للدولة وحالياً لم ترفع السرية عنها للتداول الاعلامي فالتنظيم لم ينتهي وليس كل معلومة استخبارية متاحة للأعلام.

الخبير الامني
سيف رعد طالب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار