هجوم التنف يفضح المشروع الاميركي في المنطقة

بقلم سيف رعد |..

خلال الشهرين الأخيرين تعرض الحرس الثوري الإيراني لحادثين مهمين وهما اغتيال الجنرال علي رضا موسوي وخمسة قيادات بارزة في منطقة المزة داخل العاصمة السورية وهي تعتبر منطقة نفوذ النظام بجميع أجهزته الأمنية كونها لاتبعد سوى بضعة كيلومترات قليلة عن مقر إقامة الرئيس بشار الاسد وهذا خرق امني واضح عن وجود جاسوس أعطى الاحداثيات عن قرب وبدقة فمن هو جاسوس دمشق؟

النظام السوري والإيراني يحاولان دراسة الوضع الاستخباري الداخلي من خلال فريق امني مخابراتي يحقق على من اطلع ومن التقى ومن نقل الشخصيات المستهدفة مع حدود تداول المعلومات السرية من محل إقامة الشخصيات منذ وصولها إلى تجوالها ومنطقة سكناها مع مسح محيط المنطقة المستهدفة من خلال تدقيق امني على سكان المنطقة ، وهناك أيضا شكوك سورية وإيرانية تتجهان نحو الحليف الروسي وعن ماهي جدوى وجود القوات الروسية ومنظومة الدفاع الجوية المنتشرة ولماذا لم يفعلها النظام الروسي لصد الهجمات ألأخيرة من قبل الكيان الصهيوني لمنع استهداف قادة الحرس الثوري ، إذا لو رأينا بأن الهجمات العسكرية للكيان الصهيوني قد نجحت من تصفية القادة بشكل دقيق من ناحية وقد وضعت التحالف الميداني الثلاثي (سوريا ، ايران ، روسيا) للدفاع عن النظام بموقف الشك فيما بينهم من ناحية أخرى فهل الجاسوس مصدره أيراني؟ أم سوري ؟ أم روسي ؟ لو أخذنا بعين الإعتبار ايضاً الهجوم الذي حدث في موقع التنف ألأخير او المعروف بالبرج ٢٢ ماهي دوافعه ورسائله!؟ سنجد بأن وراءه رسالة مهمة قد شرحتها سابقاً في تصريح خاص بان الهجوم أوصل للأمريكان بأن فصائل المقاومة لديها الإمكانيات الفنية والاستخباراتية للوصول الى أهدافها وتغيير تكتيكاتها من الهجمات التي تعتبر عسكرياً من شل المنطقة إلى هجوم دقيق مركز يحقق الخسائر الكبيرة فأن تعمقنا بهذه الرسالة لماذا الآن !؟ وفي هذا الوقت !؟ سنجد تفسير اولي بديهي بأنه عبارة عن رد لاغتيال قادة للحرس الثوري الايراني لكن التفسير الأعمق الاستراتيجي هو مايحدث من تغييرات كبيرة وتصعيد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط ولو رجعنا لخلفيات القادة المغتالين بهجمات الكيان الصهيوني لعرفنا مدى إمكانيات هذه الشخصيات من الدعم اللوجيستي والعسكري الى التخطيط وإدارة المعارك ولو رجعنا ايضاً للتحركات الاميركية التي حدثت على الساحة السورية خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي بتغيير القوة العسكرية من الحرس الوطني إلى قوة مقاتلة محترفة وزيادة عدد التواجد فيها مع تصريحات البنتاغون بإرسال ١٥٠٠ جندي أميركي للمنطقة مع تحرك المملكة الأردنية الهاشمية بأستهداف عدة أهداف في شمال شرق الحدود الأردنية السورية بحجة وجود جماعات تهدد الأمن الداخلي بتجارة المخدرات .

سنصل إلى نتيجة واضحة بأن هجوم التنف جاء لإيقاف مشروع أميركي بمساعدة دول في المنطقة وان الاميركان يعتزمون على توسيع رقعة سيطرة نفوذهم من خلال قوات سورية الديموقراطية بالاتجاه الى مناطق جديدة بعد نهر الفرات وليس شرق الفرات اي ستكون بموازاة الحدود السورية العراقية حتى تصل الى منطقة التنف لربطها بقاعدة التنف العسكرية الاميركية والتي تمثل المثلث السوري العراقي الأردني وهذا يخلق منطقة عزل عسكري حيث ستكون المنطقة الحدودية العراقية بمواجهة قوات سورية الديموقراطية وليس النظام السوري وهنا خطر كبير وتصعيد قد اعتبره النظام الإيراني وأذرعها في العراق وسوريا كونها ستقطع خط الإمدادات اللوجيستية مثل الأسلحة والمعدات ولو رأينا من ناحية أخرى تزامن فرض عقوبات على احدى خطوط النقل الجوي العراقية فلاي بغداد من قبل الاميركيين بحجة نقل السلاح ! مع إعلان النظام السوري بعدم امكانية استقبال او نقل أسلحة من خلال مطاراتها سنجد بأن هناك الكثير من العوامل المؤثرة والكثير من الأدوات تعمل بشكل متناسق وتصعيدي وهي تعمل من اجل تحقيق هذا السيناريو.

وهنا نصل إلى نتيجة واضحة بأن احدى الرسائل المهمة التي اراد ان يوصلها النظام الايراني من خلال اذرعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنه لن نقبل ولن نرضى بأي عملية تمدد على الحدود الشرقية لسوريا على حساب وجودنا ، رغم كل العوائق والتحديات لكنني ارى بأن امريكا ستسعى لتحقيق أهدافها بخلق منطقة عزل داخل الأراضي السورية وستستند بالمهمة على قوات محلية منها قوات سورية الديمقراطية باتجاه الحدود العراقية وقوات جديدة سيتم انشاؤها بمحاذاة الحدود الأردنية السورية وستبقى حرب الوكالات الدولية هي السائدة خلال الفترة القادمة حيث امريكا لاتسعى للدخول بأي حرب او نزاع بشكر مباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار