بعد الانتخابات هل سيكون العراق دولة جديدة؟
كتب رياض الفرطوسي |..
جاءت انتخابات مجالس المحافظات في ظل تحديات كثيرة خارجية وداخلية تتعلق بالامن والاقتصاد والسيادة ومع كل هذه التحديات نجحت الدولة في اتمام العملية الانتخابية من خلال توفير كل الاجواء المناسبة سواء كان ذلك على مستوى الميدان ام على مستوى اعلامي وقانوني وهو ما يشير على قدرة الدولة في استيعاب كل المتغيرات والاشكالات والعمل على توظيف كل الادوات الفنية والادارية والمجتمعية على نحو يثري المشهد الانتخابي والديمقراطي في البلد رغم تباين مستويات المشاركة في المحافظات وفقا لوعي المواطن حول مسؤولياته الوطنية من قضية التغيير .
الى هذا الحد انتهى المشهد الانتخابي على مستوى رسمي عقب اعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن القوائم الفائزة لتأتي مرحلة ما بعد الانتخابات حتى تطرح اسئلة مفتوحة . ومع بداية عام جديد وانطلاق مرحلة جديدة لمواجهة تحديات متشعبة الكثير منها له جذور معقدة منذ سنوات طويلة فضلا عن ملفات محلية منها الخدمات والكهرباء والاقتصاد والصحة هذه الامور وغيرها تتطلب تجديد الدماء وضخ كوادر جديدة لها رغبة العمل بوتيرة مستمرة على مدار الساعة وتوسيع الرقابة وان يكون المواطن شريكا في هذه القضايا لانها قضايا تمسه بالصميم . مما يضع على عاتق الدولة ان توفر الخطط الاستراتيجية لاعادة النظر في الكثير من المشاريع المتلكئة والنقطة المضيئة في هذا الامر هو دعم مشروع المجمعات السكنية واطئة الكلفة للمواطنين وهو ما يوفر للمجتمع المدني حياة كريمة ويفترض ان يكون هذا الموضوع على راس عمل جميع المحافظات والمحافظين مع دعمهم بالصلاحيات لتقديم خدمات مثالية بعيدا عن البيروقراطية لتحقيق فائدة ينتظرها ابناء الوطن .
لكن الانتقال من مواجهة الازمات الاقتصادية التي خلفتها التقلبات السياسية السابقة والحرب مع داعش كل ذلك عزز من وضع الاستقرار السياسي وهناك طبقة كبيرة تشيد بالانجازات التي حققتها الحكومة لحد الان على اكثر من صعيد . لقد نجحت المعركة الانتخابية في استعادة الامور الى نصابها خاصة حول رؤية الدولة في رفض الفوضى مما يساعد على تماسك امنها واستقرارها .كانت انتخابات مجالس المحافظات اداة لتحقيق السياسة الهادئة التي يتمناها كل العراقيين .
تمكن العراق من العبور الامن على الكثير من المشاكل المتعلقة بالتنمية والاقتصاد . الاستحقاق الانتخابي يضع العراق بثبات امام وضع جديد سيكون للاجيال القادمة دور اكبر في العمل والقيادة ويجعلنا امام دور اكبر للمستقبل بمكانتنا الاقليمية والدولية . ساعتها سيقدر الكل ما فعلت الدولة من عمليات انقاذ تلخصت بمكافحة الارهاب والتطرف ووضعنا اقدامنا بثبات نحو حل الكثير من المشاكل المتراكمة .
الرهان الاخر الذي امام الدولة هو رهان وعي المواطن . ومدى الاستجابة والتعامل مع الفكرة الانتخابية وهذا الامر يلقي بظلاله على تدفق الناس على صناديق الانتخابات لقول كلمتهم وموقفهم من اختيار هذا الطرف او رفض الطرف الاخر . عندما يرتفع الوعي الى مرتبة حب العراق لاجل امنه ومستقبله وما يتربص به من تحديات واصرار على مواجهة من يريد سرقة ثرواته ومن يعمل على تفتيت وتفكيك هذا الوطن على اساس طائفي وعرقي وهدم مرتكزات الدولة . العراق الجديد بحاجة الى قوى قوية لان المؤامرات والاطماع حوله كثيرة وصعبة وعندما نكون اقوياء فهذا يعني اننا على قدرة عالية لتفكيك كل العقد التي تعترضنا في المستقبل . قوتنا من الداخل هي الخطوة الاولى للتحول والتطور والتغيير نحو دولة جديدة ومنيعة.