مقاطعة الصدر للانتخابات منطقية وفقاً لخطواته السابقة

بقلم محمد العبدلي |..
راهنَ كثير من السياسيين والمحللين على مشاركة التيار الصدري في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، ولهم حججهم ومبرراتهم المحترمة، لكن ربما كانت تصوراتهم سياسية محضة او تأثّرت بعضها برغباتهم الخاصة وامنياتهم بعودة التيار الى العملية السياسية لإنهاء حالة الترقّب والتحذّر الذي قد يصل في بعض الأحيان لحالة الذعر من مواقف الصدر بعد أن تحرّر من قيود المشاركة في حكومة التوافق.
لكن تلك التصوّرات أو الرغبات لا تنسجم مع الوقائع والمعطيات السابقة؛ فمن يُفرّط بـ (٧٣) مقعد في مجلس النواب، ولا يُقدّم قوائم انتخابية صريحة بإسم تياره للمنافسة في انتخابات مجالس المحافظات، لن يسمح لجمهوره تشويه مواقفه السابقة، بل منطقي جداً أن يُطالب أتباعه بمُقاطعة الانتخابات، بغض النظر عن مدى إسهام تلك المقاطعة في تقليص هيمنة الفاسدين والتبعيين -حسب تعبير السيدالصدر-، فالجميع يُدرك أن فسح المجال لخصوم التيار التقليديين سيُزيد من سلطاتهم ونفوذهم، بل سيتسبب بزيادة أعداد أعضائهم في المجالس، وسيُقلّص من أعداد الأعضاء المُعارضين والرافضين لسياساتهم، كما حصل في مجلس النواب نتيجة قرار استقالة نواب الكتلة الصدرية.