إزدواجية المواقف لأصحاب المبادئ

بقلم محمد العبدلي |

دائماً ما يكون هناك تناقض بائن بين الدين والسياسة لمن يحاول أن يجمع بينهما أو يسخّر أحدهما لخدمة الآخر، فثبات المبادئ وعدم تجزءتها أو المهادنة عليها من أساسيّات التديّن وعمادها، في حين تتطلب السياسة براغماتية في التعامل وتغييراً في المواقف وفقاً للمعطيات والظروف المرافقة لكل موقف، فلا ثابت في السياسة سوى المُتغيّرات كما يُقال.

لذلك دائماً ما تكون الأحزاب الاسلامية في حرج نتيجة محاولتها الجمع بين متناقضات الدين والسياسة، فتُتّهم بالإزدواجية دون غيرها ممن تُمارس السياسة بعيداً عن الرداء الديني، فهذا الرداء مكبّل لمن يرتديه بمبادئ ثابتة.

فمن كانَ يدّعي بشيطنة الولايات المتحدة ويُطالب بإزالة سفارتها وقواعدها من العراق حين كان واقفاً بالضد من الحكومة السابقة، نجده اليوم يُعارض كل من يتبنّى ذات مُطالباتهم السابقة، بل أصبحت خطاباتهم اليوم تنادي بإحترام البعثات الدبلوماسية وعدم المساس بها حفاظاً على مكانة العراق ورعاية لمصالحه العليا، وكثيراً ما يرددون في الآونة الأخيرة عبارة “أن العراق وليس مقاطعة” و “لا يمكن أن يكون ذلك بمعزل عن دول العالم الأخرى”
ورغم منطقية هذه العبارات وواقعيتها، لكن لماذا كانوا بالضد منها قبل حكومتهم الحالية! ولماذا الآن فقط أصبحت حقيقة وضرورة ليتمسّكوا بها ويحاججوا بها كل من يحاول أن يتبنّى ذات الخطاب السابق: بشيطنة الولايات المتحدة ويُطالب بإزالة سفارتها وقواعدها من العراق!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار