وجها لوجه.. السوداني ونعناع أمام القضاء
بقلم د. خالد عليوي العرداوي|..
أعلن الاكاديمي الدكتور محمد نعناع انه سيحضر ورئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني يوم الأحد الموافق ٢٥ حزيران الجاري جلسة دعوى التشهير التي رفعها عليه الاخير امام القضاء العراقي، وهذا الخبر في حال دقته يعد أمرا رائعا بصرف النظر عما ستسفر عنه نتيجة الدعوى. فحضور الخصمين معا في المحكمة سيحمل رمزية عالية تتجاوز تلك التي تحملها الدعاوى العادية الحاصلة بين الخصوم، وذلك لأن الطرف الأول هو مواطن عادي يعمل اكاديميا في المؤسسة الرسمية.
بينما الطرف الثاني هو رئيس مجلس الوزراء، أي الرجل الأول في الدولة والرئيس الأعلى للجهاز الإداري الرسمي العراقي، وحصول هكذا احداث أمرا فريدا في معظم الدول الاسلامية، ولا سيما في العراق حيث اعتاد الحاكم أن يأمر والمحكوم أن يطيع، اذ غالبا ما عجز القانون من الوصول بإجراءاته وأحكامه العادلة الى أبواب الحكام، الذين يعتقدون انهم فوق القانون، وأقوى من مؤسسات انفاذه.
إن السيد السوداني في حال حضوره الشخصي الى المحكمة سيكسر هذه القاعدة، وهو بذلك يؤسس لمسار جديد في العلاقة بين الحاكم والمحكوم مسار قاعدته الأساس هي أن القانون فوق الجميع ولكن السير في هذا المسار ليس سهلا، ولن يترسخ بموقف فردي واحد، بل يتطلب اقتداء من جميع الطبقة الحاكمة وأصحاب السلطة والنفوذ في المجتمع. كما سيتطلب شجاعة وعدم محاباة من قبل القضاء ومؤسسات انفاذ القانون، وعندما يصبح القانون فعلا لا قولا فوق الجميع عندها يمكن القول: اننا بدأنا المسير في الطريق إلى بناء دولة القانون والمؤسسات لا دولة المقامات والزعامات.