برنامج السوداني .. غياب وتغييب

مهند العزاوي|..

من خلال تفحص الفقرات الأساسية والمهمة في برنامج حكومة السيد محمد شياع السوداني، تبدو وبشكل واضح انها طموحة وتعتمد فقرات هامة واستراتيجية تتعلق بالشؤون الحيوية الخاصة بالمجتمع العراقي وفي الإدارة العامة للدولة والسعي لترسيخ اليات الحوكمة، ومحاربة الفساد. وبناء أدوات فعّالة لمحاربة الفساد خلال مدة أقصاها 90 يوما من تاريخ تشكيل الحكومة، وإنهاء ظاهرة السلاح المنفلت ، ومعالجة ملف النزوح المؤرق، وإعادة تعمير المناطق المتضررة من جراء الحرب على داعش، والتعهد بعودتهم خلال مدة زمنية محدودة وطي صفحة النزوح ، والالتزام بتقديم ورقة إصلاحية اقتصادية شاملة مرتبطة ببرنامج تنفيذي محدد، وطرح اليات ومعالجات لقطاعات الزراعة والصناعة وإعادة الثقة بالمنتوج العراقي ، معالجة الفقر والبطالة ، وتلك ابرز الملفات الشائكة والمزمنة ، وقد اعطى رئيس الوزراء سقوف عالية في حلها انطلاقا من رؤيته ورغبته بتصحيح المسار الحكومي وتحسين الأداء السياسي.

ولكن هناك فرق بين الطموح والواقع المعقد بالعراق لاسيما شركائه السياسيين من كل الطوائف ، فهم ينظرون صوب المنافع السياسية وما تجلبه من منافع مالية يتطلب القبول بها من رئيس الوزراء الذي يعاني من وبشكل كبير من هذه الالية السياسية المبنية على المحاصصة طيلة عشرون عاما مضت ، ونجد من الصعب تقييم الأداء دون مؤشرات انجاز يلمسها المواطن العراقي أولا ، والمجتمع بشكل عام ، ثم ذوي الشأن من الخبراء والمستشارين المغيبين عن متابعة وتصويب الأداء الحكومي ، كون تلك المناصب المهمة( المستشارين) خاضعة أيضا لنظام المحاصصة الحزبية ، دون التقييد بالمؤهل والخبرة ومؤشرات الأداء.

وقد اغفل البرنامج الحكومي عدة فقرات مهمة لاستعادة دور العراق ونهضته، وهي بناء طبقة وسطى فاعلة تحقق الأهداف المدرجة في برنامجه الحكومي ، وكذلك غياب الإشارة الى سياسة توطين الوظائف في القطاع العام والخاص كي يعالج جائحة البطالة والفقر بالعراق كما ورد بالبرنامج الحكومي ، وكذلك اغفل البرنامج كنوز العراق العلمية والمهنية وذوي الخبرة خارج العراق بعد ان حرمهم رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي حقهم الانتخابي المنصوص عليه في الدستور، وحرم ملايين العراقيين لأسباب غامضة؟.

وتبقى التحديات قائمة امام البرنامج الحكومي كما ذكرها رئيس الوزراء في جلسته اليوم ، ولم يمضي الوقت ويستطيع تصويب المسار من خلال تعزيز الأولويات الاستراتيجية والاسبقية الهامة ، وكثير من الملفات لاتزال عالقة بحاجة الى مجموعة عمل عراقية تتعاون للعبور من نفق قد يكون مظلم مالم يحقق تقدم ملموس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار