تحليل أمني لـسيف رعد: عناصر مدربة اغتالت المشهداني

خاص|
أكد الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد طالب أن اغتيال القيادي صفاء المشهداني يمثل عملية «اغتيال سياسية» نفذت بواسطة عناصر متخصصة ومدرّبة اعتمدت على معلومات استخبارية دقيقة حول تحركاته ومكان جلوسه في المركبة، مشدّداً على ضرورة فتح تحقيق فوري مع فريق الحماية للكشف عن ملابسات ترك السيارة دون حماية أو أي تواطؤ محتمل.
وأوضح طالب لـ”منصة جريدة” أن أسلوب العبوات اللاصقة استُخدم على نطاق واسع في العراق من قبل تنظيمات مسلحة متباينة الخلفيات، وأن الهدف الأساسي من وراء هذا الأسلوب كان اغتيال شخصيات مؤثّرة، من ضباط وصحفيين ومسؤولين سياسيين، لافتاً إلى أن العبوة اللاصقة تُثبت عادةً تحت هيكل العجلة بواسطة مغناطيس وتفجّر عن بُعد أو بواسطة آليات توقيت معلنة أو أجهزة اتصال لاسلكية.
وأشار الخبير إلى أن احتراق العجلة ككل أو جزئياً حصل في نسبة قليلة من الحوادث الماضية، ما يدفع إلى استنتاجات متعلقة بمكان وضع العبوة داخل أو بالقرب من خزان الوقود أو أجزاء مرتبطة بأنبوب الوقود (راجع البنزين)، وذلك بحسب نمط جلوس الهدف داخل المركبة واختيارات منفذي العملية الذين يراقبون الضحية عن قرب قبل التنفيذ.
وطالب طالب الجهات التحقيقية بأن تركز أول خطواتها على استجواب الحماية الشخصية للضحية لمعرفة أسباب ترك المركبة بلا تأمين، والتحقق مما إذا كان هناك تواطؤ مباشر أو غير مباشر سمح بوصول العبوة إلى أسفل العجلة. كما دعا إلى فحص كاميرات المراقبة في آخر المواقع التي تواجد فيها المشهداني لتتبع هوية من اقترب من مركبته أو حاول اختراق أمنه الخاص.
وذكر التحليل أن الاعتماد الواسع للتنظيمات المسلحة على طريقة العبوات اللاصقة يعود إلى دقتها في استهداف الأفراد، ما يجعلها من أخطر أساليب الاغتيال المتداولة في العراق منذ ظهورها قبل عام 2003 وتصاعد استخدامها لاحقاً في سنوات ما بعد 2007.
وفي إشارة إلى حوادث سابقة، نوّه طالب إلى أن آخر حادث مماثل في بغداد كان استهداف الشيخ غيث التميمي بمنطقة المنصور في آب 2023، والذي سجّل انفجاراً جزئياً لعبوة لاصقة، ما يعكس استمرار تهديد هذا الأسلوب لسلامة الشخصيات العامة والخاصة على حد سواء.
وطالب الخبير بضرورة تعزيز إجراءات الحماية الشخصية للمسؤولين والمواطنين وتفعيل آليات المراقبة الاستخبارية والتعاون الفوري بين الأجهزة الأمنية للحد من تكرار مثل هذه العمليات، مؤكداً أن حماية المواطنين ليست ترفاً بل واجباً أساسياً ينعكس على أمن واستقرار العاصمة.