واشنطن تغادر بلا وداع.. بغداد في مهبّ فراغ استراتيجي – تحليل الصميدعي

متابعات

قال الباحث في الشأن الأمني مجاهد الصميدعي إن الانسحاب الأمريكي من العراق لم يكن حدثًا مفاجئًا من حيث المبدأ، إذ إن الحديث عنه بدأ منذ عهد الرئيس باراك أوباما وتكرر في عهود لاحقة، غير أن طريقة التنفيذ التي اتسمت بالسرعة وضعف التنسيق مع بغداد جعلت المشهد يبدو “مفاجئًا”.

وأضاف الصميدعي في تصريح لـ“منصة جريدة”، أن “واشنطن اختارت إخراج قواتها في إطار أقرب إلى المناورة التكتيكية، خشية تعريضها للاستهداف من قبل الجماعات المسلحة في حال الإعلان المسبق، كما أن القرار ارتبط أكثر بالداخل الأمريكي حيث أرادت الإدارة تقديمه كإنجاز سياسي للرأي العام، بدلًا من اعتباره ثمرة تفاهم مشترك مع الحكومة العراقية”.

وأشار إلى أن “غياب إعلان مباشر وواضح بانتهاء المهام العسكرية يعكس رغبة أمريكية في الإبقاء على هامش مناورة يسمح بعودة محدودة أو استمرار وجود تحت مسمى الدعم والاستشارة”، مبينًا أن ذلك “يضعف صورة الشراكة الثنائية ويؤشر إلى هشاشة العلاقة الأمنية بين بغداد وواشنطن”.

ولفت الصميدعي إلى أن “الانسحاب يحمل رسالة واضحة بأن العراق لم يعد ضمن الأولويات الأمريكية، وأن تركيز واشنطن انتقل إلى ملفات أخرى كالصين وروسيا”، مؤكداً أن “القرار ترك فراغًا أمنيًا وسياسيًا ستسعى قوى أخرى، خصوصًا إيران، إلى ملئه”.

وختم بالقول إن “الانسحاب لم يكن مفاجئًا في جوهره بقدر ما عكس طبيعة العلاقة غير المتوازنة بين الطرفين، وأبرز حدود الدور الأمريكي في العراق بعد عقدين من الغزو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار