نقطة التحول في الشرق الأوسط.. تركيا تبني منظومتها الجيوسياسية على أنقاض النفوذ الإيراني

خاص|
أكد الخبير الأمني والعسكري عماد علو أن تركيا باتت جزءاً مهماً من منظومة التغيير الجيوسياسي في الشرق الأوسط، مشيراً إلى توسع النشاط العسكري التركي داخل الأراضي السورية ودعمها للفصائل التي تقاتل قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني.
وأوضح علو في تصريح لـ“منصة جريدة” أن “هذا الانتشار العسكري يمثل محاولة سريعة من تركيا لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب الفصائل المدعومة من إيران”، مؤكداً أن “أنقرة تلعب اليوم دوراً محورياً في منظومة الحكم الجديدة التي جاءت إلى السلطة في دمشق بعد انهيار نظام بشار الأسد، ولها كلمة فاعلة ومسموعة داخل أروقة القصر الجمهوري”.
وأضاف أن “التحركات الدبلوماسية التي قادها وزير الخارجية التركي بين العواصم العربية مثل بغداد وعمان ودمشق، إضافة إلى بعض دول الخليج، جاءت لتعزيز ودعم النفوذ التركي عسكرياً وسياسياً في سوريا”، لافتاً إلى “وجود اجتماعات ومشاورات بين تركيا وإسرائيل، وكذلك مع الولايات المتحدة، لوضع قواعد لتجنب أي اشتباك بين القوات التركية والقوات الإسرائيلية والأمريكية الموجودة في الأراضي السورية”.
وأشار علو إلى أن “هذه التحولات ستنعكس بشكل مباشر على الأمن الوطني العراقي، خاصة في ظل التغيرات في موازين القوى والتحركات العسكرية على الحدود العراقية السورية التي تمتد لمسافة أكثر من 600 كيلومتر”، مبيناً أن “العراق بدأ بالفعل بعمليات تحشيد لمنع أي تسلل، بالتزامن مع وجود تحركات لفصائل مسلحة تتناغم مع التوجهات التركية في الساحة السورية”.