الذكاء الاصطناعي وتزييف الحقائق

بقلم/ عبدالباسط رزوق علي
في ظل تصاعد وتيرة الأحداث وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم يعد الواقع بمثل ما نعرفه. انما أصبح بالإمكان، بضغطة زر، إنتاج مشاهد مصوّرة تبدو حقيقية، لكنها مفبركة بالكامل. يمكن أن يظهر شخص يتحدث أو يتورط بجريمة لم يرتكبها، وكل ذلك من صنع آلة.
بشكل اوضح لاتعد هذه التقنيات محصورة في الإبهار البصري فقط، بل امتدت إلى أدوات تزييف متقدمة، مثل الصور المولدة عبر الشبكات العصبية التوليدية (GANs)، أو الفيديوهات المعتمدة على تقنية “التزييف العميق” (Deepfake). لا يتعلق الأمر بتعديل بسيط، بل بإعادة إنتاج الوجوه والأصوات والانفعالات بدقة يصعب كشفها.
ومن زاوية اخرى ففي المجالين السياسي والعسكري، أصبحت هذه الأدوات جزءًا من المعركة. فلم تعد المواجهة تقتصر على الصواريخ والطائرات المسيرة ، اذ دخلت إلى الشاشات ومنصات التواصل. تُستخدم هذه الوسائل لتضليل الرأي العام، بتضخيم الانتصارات أو صناعة مآسي وهمية لغرض تحقيق اهداف استراتيجية .
وبالجدير بالذكر ان اخطر هذه التقنيات لم تعد حكرًا على الدول أو المؤسسات، بل أصبحت متاحة للجميع. تطبيقات بسيطة تمكّن أي شخص من خلق محتوى زائف يصعب تمييزه عن الحقيقة.
وسط هذا الزخم، يصبح التساؤل ضروريًا: من يحمي الحقيقة؟
في عالم تُشكّله الخوارزميات وتُبنى فيه القناعات على ما يُشاهد، لا على ما يحدث فعلاً، أصبحت الحقيقة بحاجة إلى وعي جماهيري قادر على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مجرد وهم رقمي.