سوريا تكسب الرهان

بقلم/ وليد ابراهيم
السياسة الواقعية (البراغماتية السياسية) تفرض نفسها بقوة دائما، ولا تعترف بشي اسمه المبادئ، في السياسة مصالح فقط ولا شي غير المصالح.
عندما تلتقي هذه المصالح تحضر كل التفاصيل التي تجمع ولا تفرق، وعندما تغيب لا يحضر شيء سوى مزيد من الخلاف والتناحر.
ما حدث اليوم في الرياض، ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي ترامب بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليس بدعة بل هو انتصار يحسب لأصحاب السياسة الواقعية الذين يرفضون النظر من ثقب الباب ويرفضون العيش منعزلين ومتقوقعين على انفسهم في عالم لم يعد يكترث بأمثال هؤلاء.
كثيرون لهم الحق ان يفخر بهذا النجاح الذي شاهدناه وتابعناه اليوم في الرياض. اول هؤلاء هما ولي العهد السعوي محمد بن سلمان والرئيس التركي اردوغان. ويقيني ان هناك اخرون ساهم وعمل خلف بالكواليس بإخراج هذه الصورة التي رأيناها اليوم في الرياض.
اما نحن فمن حقنا ان نصفق بحرارة لهم جميعا، ويقيني ان هناك من سيضطر إلى الانزواء بعيداً غضبا وألماً لمداراة فشله.
هؤلاء عليهم ان يحسموا امرهم سريعا للحاق بالقطار الذي لن ينتظرهم طويلا لان عجلاته قد بدأت بالدوران. وإلا فسيتعين عليهم الجلوس بعيداً بانتظار معجزة علها تستطيع قلب الطاولة على ما حدث اليوم في الرياض. واخشى ان انتظارهم سيطول طويلا طويلا، فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.
سوريا حسمت امرها وكسبت الرهان وهنيئا لها ولإهلها ولكل محب، ولا عزاء للساخطين على ماحدث.
سوريا تخط صفحة مهمة من تاريخها بعيدا عن الظلم والقهر.
اللهم احفظ سوريا وأهلها.