ضغط من طهران وقرار من بغداد.. المعركة الصامتة ضد المعارضة الإيرانية تبدأ من كردستان

خاص|
قال الخبير في الشأن الأمني صفاء الأعسم إن الضغوط الإيرانية على العراق لإيقاف نشاط الأحزاب الإيرانية المعارضة ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى فترة طويلة، لكن تصاعدت حدّتها مؤخرًا بفعل التطورات الإقليمية والمواقف الأميركية من طهران.
وذكر الأعسم في تصريح، لـ “منصة جريدة”، أن “هذا الموضوع يتمتع بسرية عالية، لكني دخلت في تفاصيله وخضعت أكثر من مرة لتحقيقات بشأنه”، مبينًا أن “هناك أكثر من 24 حركة أو حزب أو تنظيم معارض لإيران يعمل داخل العراق، وأسماءهم وتفاصيلهم كثيرة ولا يمكن حصرها بسهولة”.
وأضاف أن “الضغوط الإيرانية تزايدت في الفترة التي سبقت القرار الأميركي الأخير المتعلق بتخصيب اليورانيوم، وهو قرار شديد اللهجة وغير قابل للنقاش، ما دفع طهران للتحرك بشكل أكثر حدة تجاه هذه الجماعات القريبة منها جغرافيًا”.
وتابع الأعسم: “هناك خشية إيرانية من تحوّل هذه الجماعات إلى أدوات في يد الولايات المتحدة، خصوصًا أن بعضهم على صلة بوكلاء أو أطراف أميركية داخل المنطقة، ولهذا تم فرض الحظر على أنشطتهم داخل العراق، بما يشمل إغلاق المقرات، ومنع العمل الإعلامي والتنظيمي والتسليحي”.
وأشار إلى أن “هذه الأحزاب تعمل على أكثر من مستوى، وبعضها لا يقتصر نشاطه على العراق فقط، بل يمتد إلى الداخل الإيراني، كما أن هناك أحزابًا تنشط في أوروبا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية”.
وأوضح الأعسم أن من أبرز هذه التنظيمات: “حركة جند الله، مجاهدي خلق، حزب الحياة الحرة الكردستاني في إقليم كردستان، أنصار الفرقان، الحزب الشيوعي الإيراني، الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، حركة بيكار، تنظيم العمال الثوري الإيراني، جماعة الفرقان، جمعية مملكة إيران، حركة أنصار إيران، حزب الحرية الكردستاني، حزب عمال إيران”.
وختم بالقول: “بعض هذه الحركات تعود في جذورها إلى عهد الشاه، وتمتلك امتدادات فكرية وتنظيمية واسعة، ما يجعل ملفها حساسًا جدًا ومعقدًا، وله امتدادات دولية لا يمكن تجاهلها”.