فدعم لـ”جريدة” الجولاني إرهابي نعم.. لكن علينا الاحتكام لمنطق الدولة لا المشاعر

خاص|
قال القيادي في تيار الحكمة، حسن فدعم، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “يتصرف بعقلية الدولة، ويتعامل بمنطق حماية البلد ومصالحه العليا، لا بمنطق المجاملة أو مراعاة المشاعر”، مشددًا على أن “الحكومة والقادة السياسيين الحقيقيين يراعون أرواح المواطنين ومصالح الدولة، ولا يبالون بمن تنجرح مشاعره إذا كان ذلك في مصلحة البلد”، وذلك في إطار تعليقه على دعوة الشرع لحضور القمة العربية.
وأضاف فدعم في تصريح خاص لـ “منصة جريدة” أن “السوداني يتعامل مثل الأب مع أسرته، لا يراعي مشاعر أولاده إن كانت تتقاطع مع مصلحتهم، فالدولة معنية بحماية شعبها، ومن يتحرك بدافع المشاعر سيخسر أولويات استراتيجية تخص أمن الدولة واستقرارها”.
وأشار إلى أن “أي قيادة وطنية، سواء كانت السوداني أو غيره، حين تنطلق من هذا المبدأ، فهي تتحرك وفق منطق الدولة، وليس لتحقيق مكاسب شخصية، والخطوات التي يتخذها السوداني لا تخدمه انتخابيًا، ولا تحقق له جماهيرية، بل على العكس، قد تكلّفه أصواتًا ومؤيدين، لكنه يضحي بكل ذلك في سبيل حماية البلد، وهذه خطوات إيجابية”.
وتابع فدعم: “نحن كقوى سياسية وكأشخاص، نعتقد أن الجولاني إرهابي، وليس فقط نحن، بل القضاء العراقي والعالم بأسره يرونه كذلك. هو ضمن مجموعة إرهابية لا يختلف عليها اثنان، والسوداني نفسه يعلم ذلك جيدًا، لكننا نتحدث عن توجه الدولة، أما نحن كنخب سياسية فإن موقفنا واضح، ونعتقد أن الجولاني متورط بدماء العراقيين، ويقود فصائل قتلت وذبحت، وتعاونت مع جماعات إرهابية، وأي تعاون معه يجرح مشاعر عوائل الشهداء والجرحى”.
وأردف: “الدولة تنطلق من منطلق أداء وظيفي وزوايا رؤية قد لا نراها نحن، لكن ذلك لا يمنعنا من التعبير عن موقفنا الإنساني والشرعي والوطني. وأنا أعتقد أن التعامل مع الجولاني بهذه الطريقة ما زال مبكرًا جدًا”.
وفي ما يخص اعتراض بعض النواب والنخب السياسية على هذه الزيارة، قال فدعم: “لا أظن أن الجميع مدفوع بدعاية انتخابية. أنا شخصيًا لن أرشح للانتخابات ومع ذلك اعترضت على هذا اللقاء. أعضاء مجلس النواب يمثلون الشعب، والشعب لا يقبل بأن يدخل مجرم مثل الجولاني إلى العراق كرئيس دولة”.
وختم بالقول: “ربما يفرح العراقيون إذا دخل العراق موقوفًا وأُحيل إلى محكمة عادلة تنصف ضحاياه، لكن ليس أن يدخل مُرحبًا به ومُكرمًا. لذلك كثير من النخب الوطنية ترفض هذه الزيارة وتؤمن بمواقفها، وليس بالضرورة أن تكون دعاية انتخابية. البعض يستخدمها كذلك، نعم، لكن ليس الجميع”.