صراع الكتب الورقية المركونة

كتب: عمار ياسر حسن
باتت الكتب الورقية تواجه تحدياٍت غير مسبوقة، ذلك لانتشار الكتب الإلكترونية وتزايد الإقبال عليها، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي غزا جميع مجالات الحياة، واصبح استعمال الكتب الإلكترونية الحل الأمثل للعديد من الأشخاص.
ان الكتب الورقية هي احاسيس ومشاعر ، تساعد على التفاعل الحسي، التركيز، الصحة، يضاف إليها عدم حاجتها للطاقة كذلك تحتفظ بقيمتها العاطفية، وهي من اهم الوسائل التي يستخدمها الإنسان، لنقل الأفكار والثقافات، اضافة إلى كونها وسيلة المعرفة الأكثر أهمية. بالرغم من وجود الكتاب الإلكتروني إلا أن الكتب الورقية مازالت تحتفظ بمكانتها الخاصة لدى القراء، علاوة على ذلك فالكتب الورقية تحمل بين صفحاتها، التاريخ، والادب، والثقافة منذ قرون. كما يجب أن نأخذ بالإعتبار الجانب الاخر من القضية، فالكتب الإلكترونية سهّلت الطريق نحو رفع المصادر والمراجع والكتب الثقافية والادبية، مما يزيد من نسب المعرفة وتطوير المهارات الفردية.
مع ذلك لا يمكن ركن الكتب الورقية في زاوية الخطر، وتعريضها للإهمال بالتالي ربما تندثر وتنسى، من جانب آخر هناك جمع بين الكتب الإلكترونية والورقية متزن نوعًا ما، إذ يفضل الكثيرون قراءة الكتب الإلكترونية اثناء السفر والتنقل، بينما يحتفظ آخرون بالكتب الورقية للقراءة في المنازل أو لتزيين المكتبات الشخصية، ذلك يُبرز أهمية الكتب حتى في عصر السرعة. ورغم التقدم يبقى للكتب الورقية جمالها الخاص ولا يمكن استبداله، لكن الكتب الورقية اليوم تواجه خطرًا حقيقيًا في ظل التحولات التكنولوجية، للحفاظ على هذا الإرث الثقافي يتطلب جهدًا جماعيًا من القراء، الناشرين، المؤسسات الثقافية.