أحمد عسكر: لا كبريت في سماء بغداد والتلوث بسبب “حرق النفايات”
السيارات القديمة والمولدات

خاص|
نفى المتخصص في مجال البيئية أحمد عسكر، انتشار غاز الكبريت في أجواء العاصمة بغداد”، مشيرًا إلى أن “وزارة البيئة نفت هذا الأمر رسميًا، والحقيقة أن الدخان المنتشر يعود إلى عمليات حرق مكبات النفايات العشوائية في مناطق التاجي، والنهروان، ومعسكر الرشيد، وغيرها.
وقال عسكر في تصريح لـ”منصة جريدة” إن “النفايات المنزلية تحتوي على خليط من بقايا الطعام، الأكياس البلاستيكية، الورق، والمعادن، وعند احتراقها، تتسبب المواد العضوية المنحلّة بفعل البكتيريا في انبعاث غاز الميثان، الذي يتميز بكونه سريع الاشتعال”، مضيفًا أن “احتراق هذه النفايات لا يكون كاملًا، ما يؤدي إلى تصاعد كميات كبيرة من الدخان، لا سيما في ظل الظروف الجوية الشتوية التي تعيق تصريفه إلى طبقات الجو العليا، مما يجعل سكان بغداد يشعرون بكثافة التلوث”.
وأشار إلى أن “الاحتراق يشمل أيضًا مخلفات الوقود الأحفوري الناتج عن السيارات القديمة والمولدات الكهربائية المنتشرة في مختلف مناطق بغداد، ما يسهم في زيادة نسب التلوث”، موضحًا أن “ما يعتقده البعض بأنه رائحة الكبريت هو في الحقيقة مزيج من أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، إلى جانب المركبات المنبعثة من حرق البلاستيك والمواد العضوية الأخرى”.
وفيما يخص مصفى الدورة، أوضح عسكر أن “الحديث عن تسرب غاز الكبريت من المصفى مبالغ فيه”، لافتًا إلى أن “المصفى يخضع لمراقبة بيئية مستمرة، وأي تسرب لغاز H2S (كبريتيد الهيدروجين) يُعد خطرًا قاتلًا لا يمكن تجاهله”، مشددًا على أن “المنطقة المحيطة بالمصفى شهدت توسعًا سكنيًا خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى زيادة الشكاوى البيئية، رغم أن المواطنين كانوا على دراية بوجود المصفى قبل انتقالهم للسكن بالقرب منه”.
وختم قائلاً إن “نقل المصفى إلى موقع آخر يتطلب استثمارات ضخمة تُقدَّر بمليارات الدولارات، فضلًا عن أن الأرض التي يقع عليها تحتوي على مخلفات كيميائية قد تعيق استخدامها مستقبلاً”.