شاسوار وبارزاني في أنقرة لخنق اليكتي.. هل ينهار الحلف الكردي – الإيراني في السليمانية؟

في ظل متغيرات متسارعة

متابعات|.. 

رأى تقرير لصحيفة العرب اللندنية أن الاتصالات التي تجريها القيادة السياسية التركية مع قيادات سياسية وحزبية كردية عراقية تشكّل ضغطاً شديداً على الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تجمعه علاقات متوترة مع أنقرة بسبب اعتباره متحالفاً مع حزب العمال الكردستاني الذي تخوض القوات التركية حرباً ضده متواصلة منذ أربعة عقود.

وأضاف التقرير الذي تابعته “جريدة” أن “زيارة مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، لأنقرة الثلاثاء، ولقاءه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعكسان محاولات لتكثيف الضغط على الاتحاد الوطني، خاصة في ظل استقبال أنقرة لرئيس حزب حراك الجيل الجديد، شاسوار عبدالواحد، في لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز”.

واعتبر أن ذلك “يعكس اهتمام تركيا بتشكيل حكومة جديدة لإقليم كردستان العراق بعد تعذر تشكيلها رغم مضي أكثر من شهرين ونصف على إجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم”، مشيرًا إلى أن “هذا الضغط قد يبلغ أقصاه إذا نجحت القيادة التركية في تقريب الهوة بين عدد من الأطراف الحزبية الكردية ودفعها إلى التوافق على تشكيل الحكومة”.

وأوضح التقرير أن “صعوبة تشكيل الحكومة تعود بشكل رئيسي إلى تشدد الاتحاد الوطني في شروطه ومطالبه، حيث يحاول استغلال تعذر تحقيق أغلبية النصف زائد واحد في البرلمان، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا إذا وافقت قوى حزبية أخرى شاركت في الانتخابات وحصلت على مقاعد برلمانية على الانضمام إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حصل على تسعة وثلاثين مقعداً، مما يجعله في حاجة إلى تحالفات لتشكيل الحكومة”.

ولفت إلى أن “حراك الجيل الجديد، الحاصل على خمسة عشر مقعداً، يمثل أحد أبرز الأطراف القادرة على كسر جمود عملية التشكيل، خاصة بعد لقاء زعيمه عبدالواحد بنائب وزير الخارجية التركي بالتزامن مع زيارة بارزاني لأنقرة”.

مراجعة حسابات

وأشار التقرير إلى أن “زيارتي بارزاني وعبدالواحد إلى أنقرة تزامنتا مع استئناف الاجتماعات بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني للتشاور بشأن تشكيل الحكومة، حيث توقعت مصادر سياسية أن الحراك التركي سيؤثر على موقف قيادة الاتحاد الوطني، التي تدرك أن تراجع بعض الأحزاب عن التمسك بالمعارضة وموافقتها على المشاركة في الحكومة سيشكل إحراجاً كبيراً للاتحاد ويجعل شروطه غير ذات معنى”.

وتابع التقرير أن “تركيا، في مقابل علاقتها المتوترة مع حزب طالباني، تقيم علاقات متينة مع حزب بارزاني، مما ساعدها على ترجمة هذه العلاقة إلى تعاون اقتصادي وأمني مهم للغاية بالنسبة لها، خاصة في مواجهة مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق”.

وأضاف التقرير أن “بارزاني التقى أيضاً خلال زيارته بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات بين إقليم كردستان وتركيا ومناقشة مستجدات الأوضاع العامة في العراق والمنطقة”.

 شاسوار .. معارض اليكتي الأقوى

وبيّن التقرير أن “حزب شاسوار عبدالواحد، الذي يرفع لواء المعارضة لسلطات الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق، يعد غريماً سياسياً رئيسياً للاتحاد الوطني ومنافساً كبيراً له في منطقة نفوذه بمحافظة السليمانية”، مشيراً إلى أن “هذا التنافس يكتسب أهمية لتركيا، التي تسعى لتحجيم دور الاتحاد الوطني في قيادة إقليم كردستان وحتى في السلطة الاتحادية العراقية، حيث بذلت أنقرة جهوداً سابقة لمنع الاتحاد من تولي قيادة الحكومة المحلية لمحافظة كركوك الغنية بالنفط عبر استخدام حلفائها من تركمان العراق”.

وأوضح التقرير أن “حكومة أردوغان لا تكتفي بالضغط السياسي على حزب طالباني، حيث سبق أن وجهت إنذارات صريحة باستهداف مناطقه عسكرياً بسبب تعاونه مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وهو ما ترجم في سبتمبر 2023 عندما وجه الطيران المسيّر التركي ضربة لمطار عربت في السليمانية”، مضيفاً أن “أنقرة تواصل الضغط الاقتصادي على الاتحاد عبر تجديد حظر الطيران على مطار السليمانية الدولي، وهو القرار الذي جددته تركيا مؤخراً لمدة ستة أشهر، وفقاً لما أعلنه هندرين هيوا، مدير المطار، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية”.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن “الظرف الإقليمي الحالي يرجح كفة تركيا وحلفائها على حساب إيران ومحورها، مما يحتّم على الاتحاد الوطني الكردستاني مراجعة مواقفه وسياساته لتجنب المزيد من الضغوط التي قد تؤدي إلى فقدانه زمام المبادرة والسيطرة على مسار الأحداث”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار