لماذا تركيا هي المستفيد الأكبر مما يجري في سوريا؟.. وماذا عن الساحة العراقية؟
تحليل من 8 نقاط
متابعات|..
رأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، فراس إلياس، أن تركيا هي المستفيد الأكبر مما يجري في سوريا، وستحاول تعظيم مكاسبها الاستراتيجية في المرحلة المقبلة، وتحديداً في الساحة العراقية.
جاء ذلك في تحليل لإلياس من ثماني نقاط نشره على منصة “إكس” وتابعته ”جريدة“، وفيما يلي نصه:
1. أظهرت تركيا ومنذ بدء الأحداث الأخيرة في سوريا نسق إستراتيجي ثابت، يقوم بالأساس على استغلال ضعف إيران من جهة، وارتباك حلفائها من جهة أخرى، والهدف تعظيم شروط التفاوض مع النظام السوري بالشكل الذي يجعلها هي المتحكم الرئيسي في أي حوار مستقبلي مع النظام.
2. التحركات العسكرية لقوات المعارضة السورية وفرت لتركيا فرصة إعادة تشكيل المشهد الأمني في شمال سوريا، وحتى مستقبلاً في شمال العراق، من خلال إجبار قوات سوريا الديمقراطية على اعادة رسم خريطة تحالفاتها الإقليمية العابرة للحدود، وتحديداً حزب العمال الكردستاني، الذي يعاني هو الآخر من ضغط العمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
3. يمثل تصريح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل يومين من أن تركيا أصبحت أمام فرصة اقامة منطقة آمنة تمتد من الحدود العراقية إلى البحر الأبيض المتوسط ابلغ تعبير على المكاسب الاستراتيجية التي تطمح تركيا لتحقيقها مما يجري في الساحة السورية.
4. الأحداث الجارية في سوريا شكلت ضربة قاضية لمشروع الربط السككي الإيراني مع العراق، خصوصاً وان هذا الربط ينتهي في البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا، وبالتالي فإن وصول قوات المعارضة السورية إلى ريف حماة يعني أن هذا المشروع أصبح بحكم الميت، في مقابل ذلك أعطت تركيا دفعة كبيرة لمشروع طريق التنمية مع العراق.
5. ذهاب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أنقرة اليوم، يعطي أبلغ رسالة بأن الحل يكمن في أنقرة وليست عاصمة أخرى، واظهرت طبيعة تعاطي الجانب التركي معه، بأنه فشل في تحقيق أي منجز من هذه الزيارة، وعاد إلى طهران مع وعود تركية غير ملزمة، وقد تلوح إيران بالتصعيد العسكري رداً على ذلك.
6. النقطة الأهم إن تركيا حققت حتى الآن منجزاً مهماً تستطيع من خلاله تقديم نفسها بمظهر القوة الإقليمية التي ستكون محور اهتمام إدارة دونالد ترامب القادمة، خصوصاً فيما يتعلق بانتاج حل سياسي في الساحة السورية، وقد يؤدي أي نجاح ميداني آخر تحققه المعارضة السورية خصوصاً في حماة، إلى اعادة تشكيل حتى ادوار الدول الفاعلة في المشهد السوري، والحديث هنا عن إيران تحديداً.
7. وما زاد من محورية الدور التركي هو التفاهم الضمني مع موسكو على مراعاة الحسابات الروسية مما يجري في الساحة السورية، واعتقد أن استغلال تركيا للتورط الروسي في أوكرانيا أدى بنتائج جيدة لتركيا حتى الآن.
8. إجمالاً ستحاول تركيا تعظيم مكاسبها الاستراتيجية في المرحلة المقبلة، وتحديدا في الساحة العراقية، إذ إن نجاحها في سحب منبج من يد قوات سوريا الديمقراطية، سيجعلها قادرة على رسم ملامح تحرك حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، خصوصاً عبر عزله تماماً عن الحدود السورية، وبناء تفاهمات أوسع نطاقاً مع الجانب العراقي، وفق المعطيات التي ستنتجها المواجهات العسكرية في شمال سوريا.