إسرائيل قد تُطالب بتعويضات من العراق.. قراءة معمّقة لـ”جريدة” عن الدعوى “غير المسبوقة”
خاص|..
قدّم الباحث الاستراتيجي، رمضان البدران، اليوم السبت، تحليلاً عن أسباب رفع إسرائيل دعوى ضد العراق في الأمم المتحدة، فيما كشف أن إسرائيل قد تطالب بتعويضات مالية من العراق للخسائر التي تسببت بها هجمات الفصائل العراقية.
وقال البدران لـ”جريدة“، إن “ذهاب إسرائيل إلى رفع دعوى ضد العراق في الأمم المتحدة هي سابقة لم تقدم عليها من قبل، والخصوصية في الإجراء تنم عن قراءة إسرائيلية لخصوصية العراق السياسية والقانونية والمالية”.
وأوضح، أن “تثبيت إسرائيل رسالتها في الأمم المتحدة، هي لأنها لا تريد فتح المزيد من الجبهات التي هي ليست بحاجة ماسة لها وخاصة العراق، لأنه لا يمثل دولة جوار ولا دولة تهديد مباشر، كما أن موقفها قوي مع العراق لأن العراق تخرج منه المباغتة والهجومات على عكس إسرائيل التي تم تبدِ برد فعل”.
وبين، “لذلك يبدو أن إسرائيل تحاول إنهاء ملف قانوني وسياسي ودبلوماسي، وهذا الملف بناءه سهلاً، لأن العراق ليس من البلدان التي يفترض أن يكون له دور هجومي على إسرائيل في هذه المرحلة، لذلك الهدف الأول هو إنهاء ملف قانوني وسياسي ودبلوماسي وربما حتى مالي”.
وكشف، “حيث لا يستبعد أن إسرائيل قد تطالب بتعويضات مستقبلية لأنه لا يوجد مسوغ ليكون العراق ساحة لتهديد وضع إسرائيل ويتسبب خسائر لها، وهذا وفق القانون الدولي، أما وفق المشاعر ربما العراق سبّاق في التعاطف مع القضية الفلسطينية ولكن في القانون، العراق وأي دولة أخرى يجب أن تلتزم بالقانون الدولي”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تحاول كسب الوقت في هذه المرحلة حتى يأتي الرئيس الأميركي ترامب إلى الحكم لذلك هي لا تريد القيام بأي هجوم على العراق يعقد المشهد وقد يفقدها بعض رصيدها التي تبنيه، وبالتالي تنتظر مجيء ترامب لتهيئة ملف خاص له عن العراق يتناسب مع خصوصية العلاقة العراقية – الأميركية ولكي يُحمّل أميركا إلى جانب الحكومة العراقية مسؤولية الخروقات التي تحصل من العراق، على اعتبار أن أميركا كانت وسيطاً مهماً وفاعلاً بين إسرائيل والحكومة العراقية لتلافي التصعيد، وأن الحكومة العراقية قدمت وعوداً سابقة بأنها ستحاول منع الاعتداءات التي تخرج من أراضيها على إسرائيل، ولكنها الآن في موقف محرج أو عاجزة عن كبح جماح الفصائل التي تقوم بتهديد أو مهاجمة إسرائيل”.