تحليل عميق لـ”جريدة” يخالف السائد عن أهداف الشكوى الإسرائيلية على العراق
خاص|..
رأى الباحث أول في مركز الجزيرة، الدكتور لقاء مكي، اليوم الأربعاء، أن الشكوى الإسرائيلية على العراق في مجلس الأمن هي ليست غطاءً سياسياً لضربة متوقعة قريباً، بل هي على العكس تماماً، فهي جزء من الضغط على الحكومة العراقية لإيقاف الفصائل العراقية المختلفة التي تقوم بقصف إسرائيل وبالتالي غلق إحدى الجبهات ضده.
وقال مكي لـ”جريدة“، إن “الشكوى هي على العكس تماماً وهذا ما يبدو من سجل الكيان الصهيوني في تعامله مع أعداءه، فهو لا يذهب إلى مجلس الأمن كي يستبق الضربة، أو كي يوفر غطاءً سياسياً لها، فلم يفعل ذلك مع إيران وحزب الله والجماعات المسلحة في سوريا”.
وأكد، أن “هذه الشكوى هي ليست منطلقاً أو غطاءً سياسياً لضربة إسرائيلية قريبة على العراق، وإن كانت هناك ضربة فهي لن تكون في القريب العاجل (خلال أيام)، بل سوف تستغرق بعض الوقت وستكون بما يسمى (عمليات جراحية) وليست عمليات واسعة النطاق كما في لبنان، وإنما على غرار سوريا لكن بشكل أقل، على سبيل المثال اغتيالات أو عمليات نوعية”.
وأوضح، أن “هذه الشكوى هدفها الضغط على العراق ليمنع الفصائل من مهاجمته وغلق إحدى الجبهات ضده، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أن إسرائيل لا تريد فتح جبهة جديدة في خضم حربها على جبهتين أساسيتين في غزة ولبنان”.
وتابع، “لذلك الضربة المتوقعة لن تحصل الآن، وإن كان في نية إسرائيل ضرب أهداف داخل العراق فهذا ليس الآن، بل هو جزء من الضغط على الحكومة العراقية لإيقاف الفصائل العراقية المختلفة التي تقوم بقصف إسرائيل”.
وأشار إلى أنه “في حال تطور الأمر إلى مواجهة أو خلاف بين هذه الفصائل والحكومة فهذا الأمر جيد لإسرائيل، ففي كل الأحوال هم لن يخسروا شيئاً، فإذا تم إيقاف الفصائل ولو مؤقتاً فهذا الأمر جيد لإسرائيل، وإن لم يكن فسيكون ذلك حجة للمستقبل كي تقوم إسرائيل بما يسمى الدفاع عن النفس”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة ستكون جزءاً من العملية في حال قيام إسرائيل بضرب العراق، حيث إن إسرائيل يجب أن تأخذ الموافقة من أميركا فهي التي تحمي الأجواء وهذا سيعتبر تواطئاً ومشاركة أميركية وحينها الفصائل ستضرب القواعد الأميركية وهذا ما تم التهديد به حالياً، وبالتالي ستدخل أميركا بالحرب، وأميركا الآن لا تريد ذلك، (أمريكا بايدن) على الأقل، وهذا ما يجعل إسرائيل مترددة في هذا الموضوع الآن، لكن مع إدارة ترامب قد يتغير الوضع”.
وخلص مكي إلى القول، إن “الشكوى لمجلس الأمن ليست غطاءً سياسياً لهجوم قريب، وإنما محاولة لردع الحكومة والفصائل عن الاستمرار بقصف أهداف في إسرائيل”.