هل يقتنع “تقدم” بالمشهداني؟
بقلم مجاشع التميمي|..
المتابع لنبرة الخطاب الذي تبناه حزب تقدم منذ فترة قصيرة، لا يحتاج الى جهد ليكتشف التغير الكبير الذي طرأ على مواقفه السياسية بعد عزلة لم تدم طويلا، بدأت بتنحية رئيسه محمد الحلبوسي عن مجلس النواب.. فنبرة خطاب الحزب اليوم ليست كنبرة الأمس.. هذه المعطيات الأولية يبدو انها كانت بمثابة جرعة دواء مكثفة سرعان ما اعادت الحياة الى جسد أنهكته الخلافات مع خصوم كانوا حتى وقت قريب اصدقاء مقربين..
هذه الحقيقة بدت أكثر وضوحا في تصريحات زعيم الحزب محمد الحلبوسي لدى ظهوره مؤخرا في احدى الفضائيات.. وكذلك رئيس كتلة تقدم النيابية هيبت الحلبوسي..
من المؤكد ان المواقف الجديدة للحزب لم تكن وليدة قرار آني، وانما جاءت نتيجة مطاولة وجهود مضنية انتهت بقرار حاسم في العودة الى الحليف الأقوى (الاطار التنسيقي)، الذي يقبض اليوم على القرار السياسي برمته.. هذه الجهود اعادت لتقدم توازنه في المعادلة كما يبدو الان اكثر من اي وقت مضى..
وفي مرور سريع على شريط الأحداث القريبة.. نجد ان حزب تقدم دخل مجلس محافظة ديالى مع دولة القانون والعصائب وتمخض عنه تشكيل حكومة المحافظة؛ وبأداء مقارب خاض معركة كركوك مع عصائب أهل الحق فأسدل الستار على واحد من أعقد الخلافات التي رافقت سنوات عمله مع القوى الشيعية رغم خسارته للديمقراطي الكردستاني.
لذلك يرى المتابع اليوم ان تمرير محمود المشهداني لرئاسة البرلمان لم يعد خيارا مقبولا للحلبوسي لان هذا السيناريو كان يمكن ان يكون مرضيا له قبل اشهر حينما كان تقدم يعاني الضعف وقلة الداعمين اما اليوم فالمتغيرات التي حصلت ستجعله يرفع سقف طموحه، لذلك فالخيار الاكثر ترجيحا لحل عقدة رئيس مجلس النواب سيكون بالذهاب إلى تعديل النظام الداخلي بما يتيح فرصة لتقديم شخصية “تقدمية” خالصة الى رئاسة المجلس وهذا ما المح له تقدم بعد أن اعلن في ختام اجتماعه امس ان هناك طلبا قدمه عبر النائبة سارة الدليمي موقعا من 50 نائبا بينهم نواب من خارج الحزب تطالب بتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب..
لذلك متوقع أن تكون هناك مفاجآت وتمرير المشهداني سوف لن يكون مؤكداً. وهذا ما قاله بصراحة النائب هيبت الحلبوسي في لقائه مع قناة الرشيد.