هل سنرى “كلايمت بريكس” في قمة باكو للمناخ؟

بقلم إبراهيم مهدي السوداني|..
في اجتماع يوصف بالتاريخي اعتلى منصة افتتاح النسخة (16) لتحالف بريكس الرئيس الروسي فلاديمر بوتين وهو يحمل بيده النسخة الأولى لعملة بريكس، جاء ذلك خلال الاجتماع بقيادة روسيا والصين وتحت مظلة BRICS وبحضور لافت لدول منطقتنا كل من (مصر، إيران، السعودية، الإمارات، الأرجنتين واثيوبيا) في حين غابت التمثيل الغربي بشكل كامل. كما يبدو أن بريكس باتت قطباً عالمياً ذا طموحات اقتصادية وصناعية في قبالة دول الغرب (الناتو) على الرغم من أن الحديث لا يزال مبكراً عن التعاون والتنسيق العسكري.
ومن الأجدر ذكره إعلان قيادة بريكس عن منصة BRICS PAY وهي منصة لتداول الأموال تعوض الحاجة لتحويل وتحريك لأموال بعيداً عن منصة سويفت الشهيرة والتي هي الأداة المالية الأكثر صرامة بيد تحالف الغرب والتي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية كأداة لمعاقبة الدول (المارقة) من وجهة نظرها وحلفائها الغربيين.
وفي ظل هذا التسابق العالمي من أجل خلق حالة توازن استراتيجية بين الشرق والغرب شهد الاجتماع الإعلان عن تأسيس منطقة صناعية مشتركة لدول بريكس في منطقة السويس مما يرفع سقف التوقعات بمستقبل مليء بالتحديات والمشاريع.
وفي ظل تلك التعقيدات والتنافس تبرز محادثات قمة المناخ القادمة في COP29-Baku والتي وصفت بقمة التمويل Finance-COP والتي حددت لنفسها هدفين أساسيين هما:
1- رفع سقف الطموح 2- تمكين العمل.
اذ تم رسم خطوات تحقيق الهدف الاول عن طريق الجيل الجديد من اوراق المساهمات المحدد وطنياً NDCs والتي تهدف سكرتارية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية UNFCCC من خلالها إلى تحديد أهداف عالمية جديدة لخفض الانبعاثات على طريق تحقيق أحد أهداف اتفاق باريس ببلوغ الحياد الكاربوني Zero-Emission بحلول 2050، في حين كان التمويل المناخي محور تحقيق الهدف الثاني من خلال تدشين ما يعرف بالأهداف الجديدة للتمويل المناخي NCQG والذي من المؤمل أن يسد الفجوات في خطط التمويل السابقة.
وأشارت التقارير إلى أن هناك عدم عدالة في توزيع التمويلات المناخية عالمياً، اذ ان الدول الفقيرة النامية (وهي أقل تلويثاً وانبعاثات) لم تحصل الا على 2.4 دولار- للشخص/ سنة، في حين حازت الدول متوسطة الدخل والأكثر تلويثاً وانبعاثات على تمويلات ودعم يصل إلى 199.7 دولار-شخص/ سنة. ومما تبادر إلى الذهن هل سيشهد العالم إعادة التفكير في قيام التمويلات وطرق توزيع التخصيصات، وهل سيبقى التمويل العالمي مرهون بالمواقف السياسية دون الأهداف الإنسانية وروح الاتفاقية الإطارية لمواجهة تغيرات المناخ واتفاق باريس الأشهر، هذا ما ننتظره من نتائج مفاوضات باكو على أمل أن تشرق بارقة أمل نحو نظام عالمي أكثر عدالة.
وأرى أن السؤال الأكثر الحاحاً هل سنشهد هل سنشهد تحالف بريكس مناخي أم ستبقى مجاميع G77+China و LMDC وسواها تقود المشهد.
ان باكو لناظره لقريب.