العراق في معادلة الحرب الشاملة!
بقلم مجاشع التميمي|..
يوما بعد يوم تستعر نيران الحرب في لبنان وغزة، وتصبح أكثر ضراوة.. ويزداد معها حرج حلفاء اسرائيل وأعدائها على حد سواء. ولولا عقلانية إيران وقراءتها البراغماتية لمخاطر توسعة الحرب، لأنهار كل شيء.
ويبدو ان الرؤية الإيرانية وقراءتها للمشهد متوافقة مع توجهات قوى الاطار التنسيقي العراقي، صاحبة الأغلبية البرلمانية التي تحاول تهدئة الأوضاع منذ أحداث السابع من اكتوبر من العام الماضي ولحين عبور هذه الأزمة وانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الرؤية لدى أغلب قوى الاطار تجلت وباتت أكثر وضوحا، بعد بيان المرجعية الدينية في النجف الاشرف في أعقاب استشهاد السيد حسن نصر الله.
في المقابل، يسعى نتنياهو وحكومته الفاشية الى توسعة الحرب وقام باستفزاز إيران أكثر من مرة منذ سنوات، حتى وصلت حد الاذلال باستهداف القنصلية الايرانية في دمشق واغتيال اسماعيل هنية بقلب طهران، ورغم كل ذلك احتكمت إيران الى لغة العقل، وقررت عدم الرد مقابل وقف الحرب في غزة، لكن الإسرائيليين رفضوا ذلك العرض الذي تم بوساطة أمريكية مما اضطر ايران للعدول عن موقفها، والرد بقوة على الاعتداءات الاسرائيلية بداية هذا الشهر.
ورغم هذا التصعيد فان ما يهمنا كعراقيين هو مصلحة العراق وشعبه الذي بات في قلب العاصفة، حتى ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قام بزيارات غير معلنة إلى دول المنطقة في مسعى لنزع فتيل الأزمة والقيام بدور الوسيط بين ايران والولايات المتحدة من جهة وايران وبعض دول المنطقة من جهة أخرى، وفي الجانب الاخر يواصل التنسيق بشكل غير مباشر مع الفصائل العراقية لتجنيب العراق خطر الحرب.
وقد نجح الى حد كبير وأوصل رسالة للقوى الشيعية مفادها بأن ما تقوم به بعض الفصائل سيضر بالعراق وشعبه، فالكل متفهم ان في عقيدة فصائل المقاومة الموت هو الشهادة، لكن مصلحة العراق وشعبه يجب ان تكون ضمن اولويات اهتمام القوى السياسية والمسلحة العراقية. الا انه رغم ذلك، تصر الفصائل العراقية على المشاركة في الحرب باستخدام المسيرات مما تتسبب بإحراج العراق بشكل كبير رغم أن المسيرات لم تشكل رقما يذكر في معادلة المعركة.. فيما الحكومة يساورها القلق من أن تقوم إسرائيل بالرد على مسيرات بعض الفصائل من خلال استهداف المقرات العسكرية أو المنشآت النفطية والاقتصادية.
ويبدو ان التهديد المباشر من قبل بعض قادة الفصائل العراقية باستهداف المنشآت النفطية في دول الخليج العربي في حال تعرضت المنشات الايرانية الى استهداف، استغله نتانياهو وحكومته وقام بابتزاز الدول المنتجة والمستوردة للنفط في المنطقة، حيث تفيد المصادر بأن الكيان قد حصل على نحو 200 مليار دولار مقابل استبعاد المنشآت النفطية الإيرانية من بنك الاهداف، كما انه حصل على دعم امريكي غير محدود للسبب نفسه..
المشهد اليوم مرتبك أكثر من أي وقت مضى، فحكومة المستوطنات الاسرائيلية مستمرة بالتصعيد، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية للعمل على تدارك خطورة الاوضاع ووضعت بحساباتها وفي أولوياتها تحصين الجبهة الداخلية وتوفير الأمن الغذائي والرواتب والوقود وكل ما يتعلق بقوت المواطن ويحفظ حياته.