هل تصلح الصين بديلاً؟

بقلم مجاشع التميمي |..

تتعرض الحكومة الى ضغوط كبيرة من قبل المعارضين للولايات المتحدة الأمريكية من اجل تعميق العلاقات مع جمهورية الصين، صاحبة الاقتصاد المتنامي والقوة العسكرية الثالثة على مستوى العالم، وتحجيم العلاقات العراقية الأمريكية، وتأتي الصين في مقدمة دول العالم تجارياً بقيمة صادرات قدرت بـ3.38 تريليونات دولار عام 2023، وبحصة 14.1% من إجمالي الصادرات السلعية على مستوى العالم بحسب إحصاءات عام 2023.

هذا التقدم الكبير دفع الكثير من المراقبين للشأن السياسي لمطالبة الحكومة العراقية بتوطيد العلاقات مع بكين لتكون بديلا عن واشنطن خاصة بعد الموقف المنحاز الواضح للولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حربها ضد لبنان وغزة.

اولى الازمات التي حاولت الحكومة العراقية تسويتها عبر الصين واستثمار قوتها الاقتصادية هي قضية الديون الإيرانية، بعدما رفض البنك الفيدرالي الاميركي تحويل الاموال الى ايران، كما رفض كل من بنك انكلترا وفرنسا وغيرهما طلب العراق لتحويل الديون، مما اضطر العراق للتنسيق مع ايران لإقناع الصينيين لتحويل الأموال لصالحهم باعتبار ان العلاقات الصينية الايرانية قوية جدا، ولذلك طلب العراق تحويل الديون الايرانية عبر البنك المركزي الصيني، وبالفعل وافقت بكين من خلال مخاطبات ايرانية وتم ابلاغ بغداد بها، فقام العراق بفتح حساب في البنك المركزي الصيني واودع به ما قيمته 500 مليون دولار من العملة الصينية (يوان).

وطلب العراق تحويل المبلغ لصالح طهران، لكن الصينيين تراجعوا لاحقاً عن قرارهم بسبب القلق من العقوبات الأمريكية في حال تم تحويل المبلغ لصالح إيران المعاقبة امريكيا.

كما ان بكين رفضت في وقت سابق شراء النفط بالعملة الصينية (يوان)، وقالت ان رفضها جاء بسبب عدم استقرار عملتها وعدم الرغبة في تأزيم الوضع مع الولايات المتحدة.

وكان البنكان المركزيان في الصين والسعودية، اتفقا عام 2023 على مبادلة العملات المحلية بقيمة 50 مليار يوان (7 مليارات دولار)، ما يعادل 26 مليار ريال سعودي، وذلك في ظل استمرار تحسن العلاقات بين البلدين حيث تعمل السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، والصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم، منذ سنوات على توسيع العلاقات بما يتجاوز التعاون في مجال الطاقة لكن الرياض وبكين تراجعتا عن الجزء الاهم من الاتفاق الذي ينص على بيع النفط السعودي باليوان الصيني بعد تلقيهما رسائل تهديد مبطنة من واشنطن.

ما اريد أقوله، إن دولة كبيرة مثل الصين تحسب حساباً للعقوبات الامريكية ولا تتردد في رفض اي تعامل يمكن ان يوتر علاقتها مع واشنطن ويضر بمصالح شعبها.

والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار