نهج إيراني جديد مع أميركا.. تبادل أدوار لتحقيق مكاسب سياسية
متابعات|..
رأى الباحث أول في مركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يحاول التقارب مع الولايات المتحدة لفتح ثغرات في جدار العقوبات ضد بلاده، أما أذرعها التي تعادي بها أمريكا فهي تبادل أدوار لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال مكي في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، إنه “نستطيع أن نتفهم أجندة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بالتقارب مع الولايات المتحدة، فهو ترشح وفاز على أساس العمل من أجل هذا التقارب، وربما يفتح بالفعل ثغرات في جدار العقوبات ضد بلاده”.
وأضاف، “ليس متوقعا أن يمضي بزشكيان في مهمته دون مباركة المرشد الأعلى علي خامنئي، وقد يكون توقف إيران عن مهاجمة إسرائيل بعد اغتيال الراحل اسماعيل هنية في طهران، نتيجة مقاربة الرئيس الجديد، بموافقة المرشد بطبيعة الحال”.
وبيّن، “الحاصل أن بزشكيان بدأ ولايته بطريقة لا يمكن لواشنطن إغفال جدواها في التقارب مع إيران، ومعالجة ملفات المنطقة بطريقة دبلوماسية، حينما تمكن من تعطيل رغبة بدت جامحة ولو في التصريحات فقط للانتقام لما وصف بشرف إيران، وهو ما اعتبر دليلا على قدرته المبكرة في السيطرة ولو نسبيا على الأطراف المتشددة ومنها الحرس”.
وأوضح، “بطبيعة الحال، كان تخلي إيران عن الرد مدفوعا برغبة لعدم الدخول في حرب محتملة مهما كان السبب، لكنه أيضا كان نتيجة لطلبات أمريكية غير مباشرة أعلن عنها عدة مرات، ويبدو أنها نجحت”.
وأكمل، أن “يوم أمس أضاف بزشكيان لهذا الموقف، مزيدا من الرسائل الايجابية تجاه واشنطن، فوصف الأمريكيين بـ(الأخوة) وقال أن بلاده لا مشكلة لديها معهم”.
وبيّن، أن “هذا بالطبع تحول مهم في الخطاب، بالانتقال من (الشيطان الأكبر) إلى (الأخوة)، ومن (الاستكبار العالمي) إلى تسوية الخلافات، وهو يعني أن أمريكا بالعرف الإيراني ليست عدوا، بل صديق ممكن، إن شاءت واشنطن ذلك”.
وتابع، “مرة أخرى، ذلك شأن إيراني، ومن حق طهران أن تفتش عن كل السبل للخروج من قيود العقوبات، لكن إيران التي تريد النهج الدبلوماسي مع أمريكا، ليست هي التي تعاديها من خلال أذرعها الممتدة عبر عدة دول. ولدينا في العراق واليمن مثلا عداءا صريحا للولايات المتحدة وتهديد مباشر بضرب مصالحها، وهؤلاء لا يعملون بشكل مستقل بطبيعة الحال، دون اعتبار طبعا لما يقولون أو تدعيه طهران أحيانا بعدم مسؤوليتها عن سلوكهم”.
وأشار إلى أن “الأهم هنا أن إيران بوصفها زعيمة (محور المقاومة) باتت تغرد خارج سرب العداء لأمريكا ومسؤوليتها عن المشاركة في الجرائم ضد غزة، لكن أذرعها ما زالوا يعتبرونها زعيم لهم في مواجهة إسرائيل وأمريكا وكلاهما بالطبع واحد، فهل هو انفصام من نوع ما أم تبادل أدوار لتحقيق مكاسب سياسية؟”.
وأكد، أن “الأدق هو الثاني طبعا، لكن المشكلة أن جزءا من الناس، وطائفة من (النخب) مازالوا يعيشون هذا الانفصام ويمنحون إيران الأمر ونقيضه، فهي عندهم، تعادي إسرائيل لكنها (شاطرة) في مجاملة أمريكا وربما كسب ودها. ذلك طبعا نمط من عبث وتدليس، وخداع للذات، فقط ليؤكدوا مصداق ما بات غير صادق ولا دقيق ولا حقيقي مما اعتقدوا أو روجوا له من قبل”.