“ليلة الأربعين” أنهت سيناريو الحرب الشاملة لكن تداعياتها جعلت إيران في ورطة كبيرة

بقلم / سيف رعد طالب

لا شك هناك تكتم إسرائيلي مع حزب الله اللبناني في إعلان الخسائر، لكن حسب المصادر الإعلامية بأن هناك جريح وقتيل إسرائيلي وثلاثة قتلى من حزب الله اللبناني، ولو حللنا الهجوم والردع من الناحية العسكرية، فهناك نوعين من الهجمات في العلوم العسكرية، الهجوم الشامل وهي حرب شاملة تستخدم فيها الإمكانيات الجوية والصواريخ والبرية كافة، وهذه لم تستخدم في حادثة يوم أمس، أما النوع الثاني هو الهجوم الاستباقي أو الجزئي وهذا ما تحقق وفق التقارير والمعطيات وتحليلنا لبنك الأهداف بين الجانبين

حزب الله أعلن عن استهداف 11 موقعاً عسكرياً بحدود 340 صاروخ كاتيوشا ومسيّرة، وهذه الأهداف تعتبر استخباراتية ومراكز للقيادة والسيطرة لجيش الاحتلال، وحاول استخدام تكتيك المناورة بالصواريخ لإشغال منظومة القبة الحديدية لكي تستطيع المسيّرات بعدها من دخول الأجواء والوصول إلى أهدافها.

لكن ما حدث مع تحركات حزب الله على الأرض، تم رصدهم عبر أجهزة الرادار والاستطلاع الفضائي والجوي، مما أدى إلى تحرك جيش الاحتلال بضرب بنك الأهداف المتوقع منه إنطلاق الصواريخ والمسيّرات داخل الأراضي اللبنانية، وهذا ما هدد به الكيان الصهيوني إيران بالضربة الاستباقية.

اعتقد أن إيران بعد انتهاء عملية يوم الأربعين أصبحت في ورطة كبيرة جداً لعدم الرد سريعاً أزاء اغتيال هنية، فمن الملاحظ وحسب مصادر وصور للإعلام الصهيوني بأن أغلب قواعد إطلاق الصواريخ قد استهدفت قبل إطلاقها مما أدى إلى اعطاء فرصة أمام القبة الحديدية بالعمل دون ضغوط وتحقيق نتائج إيجابية.

لكن رغم هذا، كان الداخل الإسرائيلي محبطاً أثناء الهجوم والقيادات استنفرت ودعت مواطنيها للدخول إلى الملاجئ، وخاصة بأنه سبق لحزب الله تصوير حيفا بالكامل، وهذا يعني وجود إمكانية لدى الحزب باختراق الأجواء دون رصدها من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي مع وجود إمكانية بإطلاق صواريخ ذات تأثير مباشر ومديات أكبر.

لكن أراد حزب الله أن يكون الرد محدوداً وغير موسعاً فاستخدم صواريخ نوع كاتيوشا عيار 107 ملم، وهذه تعتبر من الصواريخ محدودة التأثير ومسيّرات، رغم أن الحزب يمتلك أسلحة وصواريخ ذات تأثير أكبر ومتطورة أكثر، لكن قيادة الحزب لا تريد توسعة الحرب ولا تريد أن يتأثر الداخل اللبناني والبنى التحتية بأي شكل من الأشكال في ظل وجود الضغوط الاقتصادية السيئة، وهذا واضح من خطاب حسن نصر الله بأنهم راعوا في الهجوم عدم استهداف للمدنيين ولا للبنى التحتية لإسرائيل.

وبالنتيجة حزب الله اللبناني خرج من تأثير الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر واكتفى بهذا الرد، وإسرائيل أيضاً اكتفت بضربتها الاستباقية ولا تريد التوسعة لحرب شاملة، فبعد عملية ليلة الأربعين سقطت بشكل كبير فرضية توسعة الحرب لكون حزب الله اللبناني يعتبر رأس الرمح لكل فصائل المقاومة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار