تحليل ما بين سطور كلام السفيرة الأميركية الجديدة: رسالة مباشرة للحكومة العراقية

 

خاص – جريدة / ..

قال الباحث السياسي، علاء الخطيب، اليوم الخميس، إن تصريحات السفيرة الأميركية الجديدة تريسي جاكوبسون هي تكرار لما يدور في أروقة السياسة والصحافة الأمريكية تجاه العراق، وهي أرادت توصيل رسالة للحكومة العراقية بشكل مباشر مفادها “لا انسحاب في ظل وجود تهديد للمصالح الأميركية في المنطقة”.

وذكر الخطيب لـ”جريدة“، أن “التصريحات المستفزة لمرشحة الرئيس بايدن لمنصب سفيرة واشنطن في بغداد تريسي جاكبسون، تأتي في ظل أجواء مطالبة العراق بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وتتزامن مع قرار أميركي بزيادة عديد القوات الأميركية في الأردن، بالإضافة إلى استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة، وما قالته جاكبسون ليس بجديد ولا مستغرب سواء ما يصب في خانة الصراع الأميركي الإيراني في العراق، أو ما يخص الفصائل المسلحة التي وصفتهم بـ(الموالية لإيران) وهذا موقف أميركي يعلنه المسؤولون في واشنطن دوماً”.

وبيّن، “لكن من يقرأ بين السطور لكلام المرشحة جاكبسون، يرى بوضوح خطابها أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية أنه مستوحى من الرأي الأميركي العام تجاه العراق والمنطقة، وهي بذلك أرادت توصيل رسالة للحكومة العراقية بشكل مباشر، مفادها «لا انسحاب في ظل وجود تهديد للمصالح الأميركية في المنطقة»، وقد ذكَّرَت جاكبسون بوجود خطر داعش الذي ما زال مستمراً، وأنها ستعمل على حماية الأميركان في العراق، كما أثنت على حكومة السوداني وأكدت على دعمها، وهو نوع من اللغة الدبلوماسية المستعملة في الخطابات الرسمية عادة، وبشكل أو بآخر أرادت أن تقول: إن الولايات المتحدة غير راغبة في الانسحاب، وهذا الموقف يوكده خبراء ومحليين كثر في واشنطن”.

وتابع، “فقد قال ديفيد بولوك زميل برنامج برنشتاين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى نشر على موقع المركز على الإنترنت: الإبقاء على علاقات ودية مع العراق والتصدي للنفوذ الإيراني، ومنع إيران من (استغلال النفط العراقي). ويضيف بولوك أن انسحاب القوات الأميركية (يخلق تهديدات إضافية لأمن إسرائيل، وأن بلدان مجلس التعاون الخليجي كافة ترى القوات الأميركية في العراق أساساً للوحدات العسكرية الأميركية التي تستضيفها على أراضيها، وعاملاً حيوياً في دفاعها عن نفسها ضد إيران”.

ويضيف البروفيسور سايمون – كما نقل عنه الخطيب – أن “هناك فائدة مادية إذ تحصل الولايات المتحدة على خامات من العراق، وهناك فائدة استراتيجية لأن الوجود الأميركي يحول دون عودة تنظيم داعش من جديد ويحقق توازناً مع إيران. العديد من العراقيين لا يرغبون في الخضوع للهيمنة الأميركية، لكنهم في الوقت ذاته لا يرغبون في الخضوع للهيمنة الإيرانية. الجيش العراقي يحصل على تدريب عالي الجودة وكذلك على معدات من الجانب الأميركي، ولذلك يفضل بقاء الولايات المتحدة. كما أن الأكراد العراقيين يرون أن الوجود الأميركي يحميهم من تركيا وإيران وبغداد، وهم كذلك يستفيدون من الناحية المالية من الوجود الأميركي”.

وأكد الخطيب، أن “هذه الآراء وغيرها توضح لنا طبيعة التفكير الأميركي كما تكشف لنا عما قالته المرشحة للسفارة الأميركية في بغداد، وباعتقادي ما قالته جاكبسون هو تكرار لما يدور في أروقة السياسة والصحافة الأميركية تجاه العراق، وهو ليس تهديد بقدر ما هو رسالة توضيح للموقف الأميركي الثابت بشأن إيران والفصائل المسلحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار