زيارة السوداني إلى واشنطن في الميزان الاقتصادي.. هل كانت ناجحة؟
خاص|..
أكد الباحث الاقتصادي، عزيز شوان، يوم الاحد ، أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة، وأن تحقيق نتائجها على أرض الواقع سيعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية للأحزاب والكتل وعلى إمكانية السوداني ومدى نجاحه في التعامل مع التحديات والتوجهات الداخلية والإقليمية الهادفة إلى إفشال المشروع الأمريكي لتمكين العراق من تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي.
وقال شوان لـ”جريدة“، إن “ظروف زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة تختلف كلياً عن الظروف التي كانت سائدة خلال زيارات رؤساء الوزراء السابقين، فهذه أول مرة يزور رئيس وزراء الولايات المتحدة والعراق لا يمر بظروف داخلية استثنائية من الناحية الأمنية مثل النزاعات الطائفية أو حرب مع المجاميع الإرهابية، وهذه الظروف ساعدت الطرفين الأمريكي والعراقي بالتركيز على المجالات الاقتصادية وقطاع الطاقة”.
وأضاف، “كما يحرص السوداني على أن تكون فترة رئاسته متميزة من ناحية تطوير الخدمات وتحسين الظروف الحياتية للمواطنين بشكل عام، ولهذا كانت الزيارة بشكل عام متقبلة لطروحات الجانب الأمريكي المتعلقة بالجوانب الاقتصادية التي ستحقق بالنتيجة ما يرغب به السوداني شخصياً، بدفع عجلة التنمية الاقتصادية والبشرية للبلد”.
وأوضح، أما “بالنسبة للجانب الأمريكي، فإنه وكما يبدو كان متقبلاً لفكرة الانتقال إلى إطار الشراكة والتعاون على المستوى الاستراتيجي في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية وليس التعاون في الجانب الأمني فقط، لأن الأمريكان مقتنعين بأن هكذا تطور إيجابي سيساهم بتحقيق مشروعهم وأهدافهم بعيدة المدى في جعل العراق أنموذجاً لما يمكن أن تحققه الديمقراطية في بلد نامي حديث الخروج من سلسلة حروب وصراعات داخلية واضطرابات”.
وتابع، “كما أن الإشارات الإيجابية التي أرسلها السوداني في الفترة التي سبقت الزيارة مثل الوعود بمحاربة الفساد والعمل على تعزيز التعاون بين المركز وإقليم كردستان اعتبرها الجانب الأمريكي خطوات ستساهم باستقرار الجبهة الداخلية للعراق وتُحسن بيئة الأعمال والاستثمار وهذا ضروري لتحقيق اقتصاد عراقي متعدد يؤمن التطلعات التنموية للعراقيين”.
ورأى شوان، أن “الزيارة بشكل عام كانت ناجحة وتحقيق نتائجها على أرض الواقع سيعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية للأحزاب والكتل وعلى إمكانية السوداني ومدى نجاحه في التعامل مع التحديات والتوجهات الداخلية والإقليمية الهادفة إلى إفشال المشروع الأمريكي لتمكين العراق من تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي”.
