تحالف خالٍ من الأوزان الثقيلة.. المندلاوي يجرب الحظ مرة أخرى و “كابوس استغلال المدنيين” يلاحقه!
لا مرشحين كبار

خاص|
ضمن تغطيتها الانتخابية للشأن العراقي، تسلط “منصة جريدة” الضوء على المسار السياسي لرئيس تحالف “الأساس” النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، الذي يتهيأ مجدداً لدخول المعترك الانتخابي في 2025 بواجهة سياسية جديدة تضم عدة أحزاب صغيرة، بعضها لا يمتلك قاعدة جماهيرية أو تجربة انتخابية تُذكر، في محاولة لإعادة ترميم الصورة بعد النتائج المتواضعة التي حصدها التحالف في انتخابات مجالس المحافظات لعام 2023.
وكان المندلاوي قد ظهر في المشهد السياسي العراقي كنائب مستقل فائز عن العاصمة بغداد، في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2021، قبل أن يُنتخب نائبًا أول لرئيس البرلمان في أيلول 2022 ضمن اتفاق مع الإطار التنسيقي عبر تحالف “العراق المستقل”.
ورغم صعوده اللافت وتولّيه مؤقتًا رئاسة المجلس، إلا أن طموحه السياسي بدا أكبر من موقعه، فأسّس في آب 2023 تحالفًا انتخابيًا جديدًا باسم “الأساس العراقي” لخوض انتخابات مجالس المحافظات، محاولًا تقديم نفسه كلاعب وازن في الساحة السياسية.
شارك تحالف “الأساس” في الانتخابات المحلية الأخيرة ضمن خارطة انتخابية مزدحمة، لكنه لم يتمكن من تحقيق اختراق نوعي، حيث جاء في المرتبة التاسعة بستة مقاعد فقط، متساويًا مع تحالف “قيم” الذي يضم قوى منبثقة عن احتجاجات تشرين.
ورغم تعدد الأحزاب المنضوية تحت “الأساس” آنذاك، غابت الشخصيات المؤثرة، ولم تُسجّل له مشاركة فعالة في المحافظات الكبرى أو مفاصل القرار المحلي، كما أنه اتُهم باستغلال أحزاب تشرين واستقطابها وإغرائها، ما انعكس على نتائجه، وأربك طموحاته للتمدد في المشهد السياسي بعد 2023.
تحالف “خفيف”
وعلى الرغم من الإخفاق الانتخابي، يسعى المندلاوي اليوم لإعادة بناء تحالفه استعدادًا لانتخابات 2025، عبر ضم أحزاب وتيارات صغيرة ومتفرقة لا تمتلك وزنًا سياسيًا كبيرًا، لكن يمكن إدارتها بسهولة ضمن تحالف مركزي.
وتشير وثائق اطلعت عليها “منصة جريدة” إلى أن تحالف “الأساس” بات يضم كيانات مثل “تجمع الوتد العراقي”، و”جبهة الصالحون”، و”المؤتمر الوطني العراقي”، و”تجمع إقليمنا”، و”حركة العراق الوطنية”، و”منظمة العمل الإسلامي العراقية”، و”حركة الضياء الوطنية”، و”المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين”.
وبالنظر إلى سجل هذه الأحزاب، يتضح أن أغلبها لم يسبق له الفوز بمقاعد في الانتخابات العامة، وتأسس في ظروف متأخرة أو غير معروفة، ما يكشف اعتماد المندلاوي على مزيج من الواجهات الورقية والولاءات الانتخابية المؤقتة.
وتابع المندلاوي المضي بتحالفه رغم هذه الصعوبات، لكن سرعان ما بدأت تظهر شروخ داخلية بعد الانتخابات المحلية، تمثلت بانسحاب عدد من الشخصيات والأحزاب المدنية التي كانت قد التحقت بـ”الأساس” على أمل تحقيق تمثيل نوعي.
واعتبر المحلل السياسي حيدر العوادي في تصريح لـ”منصة جريدة” أن تلك الانسحابات تعود إلى “ضعف التأثير السياسي للمندلاوي وغياب الحضور التاريخي له كزعيم”، مضيفًا أن “بعض القوى، خصوصًا المدنية، شعرت بأنها مجرّد غطاء مؤقت لتحالف تحرّكه اعتبارات عشائرية وتجارية، لا سياسية”.
وأشار العوادي إلى أن “التحالف شهد موجات انسحاب بسبب عروض مغرية من تحالفات أكبر، أو رغبة بعض المرشحين بخوض الانتخابات مستقلين بناءً على قاعدتهم الاجتماعية الخاصة”.
ويرى مختصون أن تجربة “الأساس العراقي” تشير إلى نموذج مألوف في السياسة العراقية، حيث تُبنى التحالفات على استعارة أسماء براقة، وتحشيد كيانات ضعيفة، أملاً بصناعة كيان كبير في الشكل، لكنه فارغ في المضمون، وما يجعل وضع تحالف الأساس أكثر تعقيدًا هو تعويله على نفس التجربة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، دون إجراء مراجعة حقيقية لفشل التجربة الأولى.