رئاسة الوزراء في العراق.. الطريق تمر عبر دهاليز التوافقات الدولية _ تحليل علاء الخطيب

خاص
رأى الباحث في الشأن السياسي علاء الخطيب، أن الحصول على ولاية ثانية أو النية للحصول عليها هو أمر مشروع لدى السياسيين، باعتبار أن كل رئيس وزراء لديه خطة عمل وبرنامج حكومي يضعه في مخططاته لبناء البلد أو تحقيق رؤيته لذلك. وأكد أن “تنفيذ هذه البرامج يتطلب وقتًا أطول مما توفره فترة أربع أو ثلاث سنوات، وبالتالي فإن السعي لولاية ثانية أمر ضروري من أجل الإكمال”.
وذكر الخطيب في تصريح خاص لـ”منصة جريدة”، أن “السؤال الأهم هو كيف يحصل رئيس الوزراء على ولاية ثانية؟”، مشيرًا إلى أن “من يحدد الولاية الثانية في العراق ليس فقط أداء رئيس الوزراء، بل توافق الكتل السياسية أيضًا، لأن العملية السياسية بنيت على المحاصصة والتوافقات”. وأوضح أن “رئيس الوزراء قد يحصل على تأييد شعبي كبير، ويتحالف مع الشارع من خلال تقديم الخدمات، لكنه قد لا يتمكن من تجديد ولايته بسبب ثقافة المحاصصة التي تتحكم بإيصال رئيس الوزراء إلى سدة الحكم”.
وأضاف أن “هذه إشكالية كبيرة في العقل السياسي والبرنامج السياسي العراقي، إذ أن المعادلة لا تعتمد فقط على الأداء الداخلي، بل هناك أيضا معادلة دولية مؤثرة”. وأوضح أن “العملية السياسية لا تخضع فقط للعوامل الداخلية، بل تلعب التوافقات الدولية دورًا مهمًا جدًا، ومن يتمكن من بناء توافقات داخلية ودولية ويصبح حلقة وصل بين الاثنين، يستطيع أن يعزز فرصه”.
وبيّن الخطيب أن “من الصعب على رئيس الوزراء أن يمسك العصا من الوسط ويرضي جميع الأطراف الداخلية والخارجية”، مضيفًا أن “الصراع الدولي، مثل الصراع بين إيران والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، يلقي بظلاله على اختيار رئيس الوزراء بشكل أو بآخر”.
وأشار إلى أن “هناك توافقات إقليمية يجب أخذها بعين الاعتبار، وتعتمد على مدى قدرة رئيس الوزراء الحالي، مثل السيد السوداني، على بناء علاقات مع القوى الإقليمية والدول العربية، لأن ذلك مهم جدًا لضمان التأييد الإقليمي والدولي، إلى جانب التأييد الداخلي”. وشدد على أن “التأييد الداخلي بدوره مرتبط بالأجندات الخارجية، ولا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما البعض”.
وأكد أن “الفواعل السياسية العراقية تتأثر بالارتباطات الخارجية، وهذه ظاهرة رافقت كل مراحل الواقع السياسي العراقي منذ تأسيس الدولة الحديثة بعد عام 2003 وحتى اليوم”. وختم بالقول: “هذا ما أستطيع قوله، وشكرًا جزيلًا لكم أستاذ وسام وشكرًا مرة أخرى”.