الفتلاوي يتحدث بـ”قلب مفتوح” في “بعد المنتصف”: المهدي والمالكي ونصر الله

خاص|
قال المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون، النائب عقيل الفتلاوي، إن التغيير الذي حصل في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين كان بمثابة “تحرير”، مضيفًا أن الجميع استبشروا كثيرًا بتلك اللحظة، فيما كانت العلاقة في النجف طبيعية بعد انهيار النظام.
ائتلاف دولة القانون، وفقًا للفتلاوي، الذي شارك في برنامج “بعد المنتصف”، الذي يقدمه الزميل أحمد الطيب، وتابعته “منصة جريدة” رفض أن تكون الولايات المتحدة هي السبيل المباشر للخلاص من صدام، وهو ما دفعه لعدم حضور مؤتمر لندن اعتراضًا على آلية إسقاط النظام، أما تولي الحكم، فقد جاء استجابة للتكليف الشرعي، ولا يمكن ترك البلاد دون قيادة في لحظة مصيرية.
ولم تكن الآلية في البداية مواجهة الأمريكان مباشرة، بل جاء المزج بين العمل السياسي والمقاومة كنتيجة طبيعية للظروف، وهي توليفة يصفها الفتلاوي بأنها “تسديد إلهي”، مؤكداً أن المالكي بدوره أدى ما عليه بالكامل عام 2008، في فترة كان الأمن فيها مهشمًا، واستطاع فرض القانون بحزم لإعادة الاستقرار.
وتذكّر الفتلاوي كيف استمع لجورج بوش عبر الراديو، متحدثًا عن صدام حسين، وحينها أيقن أن سقوط النظام أصبح وشيكًا. أما الحديث عن الثأر من الولايات المتحدة، فهو يرى أنه لا يستند إلى منطق، فالأخيرة تمتلك قوة عسكرية وتكنولوجية متقدمة، والمقاومة مستمرة لكن القناعة بأن أمريكا لا تُهزم إلا بظهور الإمام المهدي تظل راسخة.
وتطرق إلى تشييع حسن نصر الله، حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق الحشود، وفقًا لما يؤكده الفتلاوي، الذي أبدى استعداده لحضور مراسم تشييع يحيى السنوار إن أُتيحت الفرصة، فقد كان وقع الخبر مؤلمًا جدًا.
وعن جدل مباراة العراق والكويت، رأى الفتلاوي ضرورة التميزز بين علماء الدين والخطباء، فالأوائل قولهم ملزم، بينما لا ينطبق الأمر ذاته على الخطباء. أما حضور مباراة الكويت، فلا ينبغي بدافع الفرح، بل للمؤازرة، مؤكدًا أن المنتخب الوطني لا ينبغي أن يُربط بمكان أو زمان.
في المشهد السياسي، تمكنت دولة القانون من استقطاب نواب بدلاء عن المنسحبين، الذين يرى أن أغلبهم غادر بسبب خلافات، لكنهم ما زالوا أصدقاء. البعض، مثل أحد النواب، خرج أثناء انتخابات رئاسة الجمهورية، في حين أن النائبة عالية نصيف، رغم اعتقادها بأنها لم تُنصف، ما زالت قريبة من التحالف.
وبحسب الفتلاوي فإن محمود المشهداني، كان خيارًا مناسبًا للمرحلة، لكن “أبو إسراء هو عمنا”، لافتاً إلى أن “الاتفاقات السياسية تبقى كلمة السر في تمرير القوانين، فيما كان الحلبوسي قادرًا على خلق تفاهمات بين الأطراف المختلفة. أما المسؤولون، فليس من الحكمة أن يصرحوا بآرائهم الشخصية في القضايا الحساسة.
قانون تقاعد الحشد الشعبي، في نظر الفتلاوي، سيحصنه من الاستهداف الخارجي، بينما استثناء الفياض من شرط العمر لا يشكل مصدر قلق، فالهدف أن يكون الحشد مشابهًا للجيش في بنيته، وجميع الفصائل ينبغي أن تنضم إليه، فالمؤسسات الأخرى رغم أهميتها، لا تمتلك العقيدة التي تميزه.
الحشد الشعبي، وفقًا له، أفشل المشروع الأمريكي، لكنه استُغل سياسيًا، وفي سياق متصل، كان هناك رفض لتولي شعلان الكريم رئاسة البرلمان، خطوة يراها الفتلاوي مثلبة على العراقيين، كما يرى أن المالكي لم يكن طائفيًا في تعامله مع الأنبار، لكنه أُبعد عن الولاية الثالثة بفعل من أسماهم “أخوة يوسف”.
خطاب دولة القانون ليس قائمًا على التخويف، فالتقارير تؤكد وجود 27 ألف بعثي في البلاد، وهذه قضية تبعث على القلق، الفتلاوي يعترف بأن فكرة البعث لا تزال موجودة رغم اختفاء رموزه، وهو ما يجعله يشعر بعدم الطمأنينة حتى وهو يضع رأسه على الوسادة للنوم.
رغد صدام، في رأيه، ساذجة وتكذب، وربما لا تكنّ حبًا كبيرًا لوالدها. لكن ملفها بيد القضاء، ولا أهمية لمجيئها إلى العراق من عدمه. ليلة الخضراء كانت مشؤومة بسبب التقصير الحكومي، حتى أن محافظ النجف نصحه بالخروج من المدينة حينها.
أما عن الصدر، فعودته ضرورية لاستكمال العملية السياسية. تجربة المالكي كانت عظيمة في إدارة العراق، ولا يمكن إنكار ذلك. في المقابل، تصريحات الخنجر عن سوريا لم تكن موفقة، بل حملت طابعًا طائفيًا، ومحاولاته لكسب الأصوات عبرها تبدو وهمية.
وخلال ليلة الخضراء، كان المالكي من بين المستهدفين، وهو ما دفع الفتلاوي لزيارته سرًا قبل الأحداث، أما الدولة العميقة في العراق موجودة، لكنها لم تكن من صنعهم. أما السوداني، فقد أكمل العديد من المشاريع التي بدأها المالكي، الذي يتمتع بمروءة قد تدفعه حتى لمساعدة خصومه.