“إرهاب واضح”.. انتقادات حقوقية من تعامل الحكومة مع متظاهري المهن الطبية

خاص|..

اعتبر عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق، علي البياتي، اليوم الأربعاء، ما تعرض له خريجو المهن الطبية والصحية في تظاهرتهم المطالبين فيها بالتعيين المركزي في بغداد “انتهاك جسيم” لحقوق الإنسان وهي “إرهاب واضح” من قبل الدولة وأدواتها.

وقال البياتي لـ”جريدة“، إن “في كل دول العالم هناك معالجة للأخطاء إلا في العراق تبقى الأمور على حالها دون معالجة للأخطاء السابقة في التعامل مع التظاهرات، وما حصل هو نتيجة أخطاء منها ضخ عدد كبير من الخريجين سواء من كليات حكومية أو أهلية التي أصبحت واحدة من مظاهر اقتصاديات الأحزاب التي تسرق قوت المواطن مقابل اعطائه شهادة دون أي تخطيط وتوفير فرص عمل للخريجين، على اعتبار أن القطاع الذي يوفر فرص العمل هو القطاع العام فقط والذي تحول إلى فرصة للابتزاز والتحكم بالمواطن من خلال الانتخابات وغير ذلك، أما القطاع الخاص فهو يأتي بالعمالة الأجنبية لأهداف سياسية ومصالح دول أخرى”.

وأضاف، “كما أن المواطن الخريج أصبحت لديه قناعة بأن عدم نزوله للشارع والتظاهر وتعرضه للاعتداء ويصبح رأي عام فلن يعطيه أحد حقوقه وهذا ما يحصل حالياً، كما أن المؤسسات الحكومية لا تستجيب للمواطن إلا بعد أن تصبح هكذا قضية، فأصبحت لغة التفاهم بين المواطن والحكومة هي العنف الشديد، والمواطن ادرك أن سماعه يكون بتعرضه للعنف، والدولة لم تغير في سلوكها الذي تستخدم التعنيف للتخلص من التظاهرات وخلق منها درساً لتجنب تطورها، فالدولة ترى أن أي تظاهرة هي مؤامرة لإسقاط الحكومة والطبقة السياسية”.

وأكد، أن “العنف في التعامل مع المشاكل هي لغة الفاشل، فالشخص الحكيم لا يستخدم العنف، لذلك ما حصل هو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان وهي إرهاب واضح من قبل الدولة وأدواتها، في حين أن منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية تتعامل مع ملف حقوق الإنسان على أساس المصالح لذلك أصبح هذا الملف سياسياً بامتياز ويستخدم للابتزاز والاستفزاز، أما الصليب الأحمر فهو قريب إلى الحكومات والمؤسسات الحكومية وعملهم هامشي ومن المفترض وجوده في مثل هكذا حالات، لذلك يبقى وضع حقوق الإنسان في العراق مريراً ويبقى المواطن فاقداً لأبسط حقوقه”.

وتعرض عدد من متظاهري المهن الطبية والصحية المطالبين بالتعيين المركزي في بغداد، أمس الثلاثاء، لإصابات بعد محاولات قوات الشغب تفريق تظاهرة لهم بالقوة أمام وزارة التخطيط وسط العاصمة.

وأعرب ناشطون ومدونون عن استنكارهم للاعتداءات التي طالت المتظاهرين من خريجي ذوي المهن الطبية والصحية والتمريضية “دفعة 2023” المطالبين بالتعيين، التي أسفرت عن تسجيل أكثر من 25 حالة اصابة بين صفوف المحتجين.

وفي هذا السياق، استنكر السياسي والنائب السابق، حيدر الملا، “استخدام القوة المفرطة بحق ابنائنا المتظاهرين من اصحاب المهن الطبية ويجب معاقبة من اتخذ قرار الصدام بهم”.

وأضاف الملا في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، أن “وزير الصحة رفع قائمة باسمائهم منذ اشهر ووزارة المالية لم توفر تخصيصات الدرجات الوظيفية”.

وأكد، “نحتاج إلى قرار شجاع من مجلس الوزراء بتعيينهم كون القانون منحهم هذا الحق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار