من الدولار إلى المعدن الأصفر: كيف أصبح الذهب حارس التوازن المالي؟ – تحليل الخبير حنتوش

خاص|
أكد الباحث في الجانب المالي والمصرفي مصطفى حنتوش أن الذهب ما زال يمثل أحد أهم ركائز التجارة العالمية، رغم تحوّل النظام المالي بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية إلى اعتماد الدولار الأمريكي كعملة أساسية بدلاً من الذهب، مشيراً إلى أن العلاقة بينهما ما تزال مترابطة بقوة.
وأوضح حنتوش في حديث لـ“منصة جريدة” أنه كلما تراجعت الثقة بالدولار، اتجهت أنظار البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى نحو الذهب باعتباره الملاذ الآمن، وهو ما يعزز مكانته في الأسواق العالمية.
وبيّن أن التوترات التجارية العالمية، التي تفاقمت خلال فترة رئاسة دونالد ترامب بعد فرض رسوم جديدة وإلغاء اتفاقيات تجارية مثل “بريتون وودز”، أسهمت في زيادة التقلبات في أسعار الذهب، حيث تأثر المعدن الأصفر بتغيرات المشهد الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف أن رفع أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس جعل الدولار أكثر تضخماً وأقل قيمة حقيقية، مما انعكس مباشرة على ارتفاع أسعار الذهب والعقارات لاحقاً.
وأشار الباحث إلى أن تراجع الإنتاج العالمي من الذهب مقابل زيادة الطلب السكاني والاقتصادي عليه يجعل من الطبيعي أن تواصل الأسعار ارتفاعها التدريجي على المدى الطويل، فيما تعود الطفرات المفاجئة في الأسعار إلى التوترات السياسية والاقتصادية العابرة.
واختتم حنتوش بالقول إن الذهب اليوم لم يعد مجرد سلعة استثمارية، بل هو مرآة للتوازن المالي العالمي، تتحدد قيمته وفق مسار الثقة في الدولار واستقرار النظام التجاري الدولي.



