“قلقٌ خليجي” يدفـعُ إلى دعم الإستقرار في العراق.. ما علاقـة الحشد الشعبي؟

خاص|..

رأى الأكاديمي والباحث السياسي، هيثم الهيتي، اليوم الخميس، أن دول الخليج تدعم الاستقرار في العراق بالحد الأدنى لتنجب الإضرار بمصالحها، ولضمان عدم دخول الحشد الشعبي بمحور الصراع في غزة.

وقال الهيتي في تصريح خص به ”جريدة“، إن “مفهوم المقارنة بين الديمقرطية والاستبداد كان بضرورة انتقال العراق من الاستبداد ما قبل عام 2003 إلى الديمقراطية، والآن وبعد 20 عاماً من الأحداث السياسية والاقتصادية والحروب والطائفية، بدأ التفكير إقليماً وعالمياً بمفهوم آخر وليس الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، وإنما الانتقال من الفوضى إلى الاستقرار أياً كان شكله، بالتالي تغير مفهوم الاستبداد إلى الفوضى، وتغير مفهوم الديمقراطية إلى الاستقرار”.

وأضاف، “وهذا ما دفع الدول لمحاولة دعم العراق والتعامل معه على وضعه الحالي (القبول بالأمر الواقع)، وهذا يشير إلى الاستقرار في العراق، ولكن هذا الاستقرار لا يعني القبول الشعبي والرضا، وإنما دول الإقليم العربي تريد الاستقرار والحفاظ على الاستقرار على العراق، لأن أي فوضى فيه سوف تضر بمصالحها، وأي إشكال أمني سوف ينتقل إلى دور الجوار، لذلك الاستقرار بالعراق ضروري”.

وأوضح، “كما أن الدعم لا يساوي الدعم الذي يمكن ان يقدمه العرب، وإنما هو دعم الحد الأدنى للحفاظ على الاستقرار، لذلك قد تظهر مشاريع هنا وهناك داعمة، لكن هذا لا يعني القبول الإقليمي للواقع العراقي، ولكن محاولة للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار العراقي حتى لا يضر بمصالحهم”.

وبيّن، أن “دول الخليج لو أرادت إعادة بناء العراق لكان من الممكن ذلك، ولو كانت متوافقة مع نظامه السياسي بشكل كبير فإن دول الخليج بإمكانها أن تصنع مشروع مارشال في العراق، وتبني العراق بناء حديثا وتستوعبه، لكنها غير مقتنعة كلياً بالواقع السياسي، فهي تتجنب انزلاق العراق من الاستقرار إلى الفوضى، وبالتالي تساعده أو تدعمه بالحد الأدنى”.

وتابع، أن “الاستقرار في العراق قد يكون هشاً، لذلك يتم الحفاظ عليه، خاصة أن الظرف الحالي المتمثل بالصراع في غزة وأوكرانيا واليمن، كل هذا عامل إضافي دفع هذه الدول للحفاظ على الواقع الحالي، مع ضمان عدم دخول القوات العراقية أو الحشد الشعبي في محور الصراع بغزة”.

وأكد، أن “هذا هو الأساس الحالي لدعم الاستقرار في العراق، بأن لا يكون العراق نقطة إضافية في الصراع الحالي بالمنطقة، خاصة وأن لبنان مرشحة وسوريا أيضاً بالدخول في الصراع بغزة، لذلك دول الخليج مهتمة للا يكون العراق جزءاً من الصراع، خاصة بعد الضربة في الأردن والتي تم الرد عليها أميركياً، وما بعدها أصبح هناك شبه اتفاق بالتهدئة وإخراج العراق من محور الصراع الحالي في غزة، وهذا هو الأساس الذي يدفع الدول للمساهمة في البقاء على استقرار العراق ودعمه بالحد الأدنى”.