جذور واستعدادت إنشاء مشاريع الغاب التركية

د. سعاد ناجي العزاوي |..

تركيا جزء من حلف الناتو كانت تريد في الخمسينات تطوير جنوب شرق الاناضول التي فيها منابع نهري دجلة والفرات بانشاء سدين كبيرين هما كيبان واليسو وتنشيط المنطقة التي أغلبها كردية للإنتاج الزراعي بالرغم ان الكثافة السكانية قليلة جدا والمناطق جبلية وعرة.

بعد الحرب العالمية الثانية وأثناء صراع الحرب الباردة بين الشيوعية والرأسمالية ودخول العراق الجمهوري عام 1958 بمصالح اقتصادية مع الاتحاد السوفيتي والبدء بخطوات لتأميم النفط قررت دول حلف الناتو تقوية تركيا لحماية المنطقة الغنية بالنفط من التمدد الاشتراكي في العراق وايران والخليج. وعندما طلبت تركيا من شركة EBSCO الاستشارية الأمريكية وضع الدراسة الفنية الاستشارية لإنشاء سد كيبان على منابع نهر الفرات عام 1963 قامت الشركة بتقديم دراسة لتطوير كل الاقتصاد التركي وربطه باقتصاد السوق الرأسمالية وهذه المعلومة من اطاريح دكتوراة من جامعة كولومبيا الأمريكية. واقترحت عليها تطوير كل منطقة جنوب شرق الاناضول باستثمارات أجنبية مع تسهيلات هدفها ضمان ارتباط تركيا بالسوق الرأسمالية العالمية وكذلك وضعها في موقع المتحكم في اقتصاديات الدول جنوب منابع النهرين وهي سوريا والعراق لان الماء عصب الحياة وحل المشكلة الكردية في هذه المنطقة بتدفق الاستثمارات والبشر من غير الاكراد للمنطقة. وافقت تركيا وتم بناء وتشغيل سد كيبان في 1973 وسبب أزمة كبيرة في المياه في العراق انذاك .

وبتأميم النفط عام1973 ورفع العرب شعار نفط العرب للعرب تم وضع التصاميم لكل مشروع جنوب شرق الاناضول وأعلن بدعم كامل من حلف الناتو فنيا وتكنولوجيا وماليا وسياسيا عام 1977 وهذا الجدول يبين الدول التي دعمت مشاريع سدود الغاب العملاقة لثلاث عقود. تركيا لم توافق على اجراء اي مفاوضات حقيقية لتقاسم المياه بدعم امريكي كامل وقامت بانشاء 65 سد ومحطة توليد طاقة كهرومائية على منابع دجلة والفرات و بدون حتى تقارير التأثيرات البيئية التي تطلبها كافة المؤسسات العالمية واستهترت بكل قوانين المياه لان اميركا والناتو ورائها.

أما السؤال حول ماذا فعل النظام الوطني في العراق لتدارك الأزمة فالجدول الثاني في ادناه يبين ان من مجموع 38 سد وسدات تحويل تم انشائها في القرن الماضي 24 منها تم بنائها في السبعينات والثمانينات والتسعينات واكبر سدين في العراق الموصل والقادسية تم انشائها وتشغيلها في الثمانينات اثناء الحرب العراقية الايرانية. كذلك تم شق وبناء النهر الثالث وتشغيله من السبعينات إلى منتصف التسعينات لإنقاذ ماتبقى من مياه نهري دجلة والفرات من مخلفات مياه الصرف الصناعي والصحي ومياه البزل الملوثة وعزلها لتصب في الخليج بدل تلويث مياه النهرين . وهنالك عشرات الإجراءات الأخرى التي تم اتخاذها لتجنب الكوارث التي تحصل اليوم نتيجة ضعف الدولة وتبعيتها للسياسة الأمريكية التي قامت بتصحير العراق.

حيث اعتمدت الحكومة الحالية توصيات الدراسة الاستراتيجية للموارد المائية في العراق التي اعدتها شركات إيطالية بمبلغ خمس مليارات دولار بناء على موديل رياضي امريكي للفيلق الهندسي العسكري. اهم التوصيات في الدراسة ان لا يتوقع حصص مائية من تركيا وايران بالحصص المائية ويكتفي بما موجود من المياه التي تسقط بالامطار داخل العراق ؟؟والتي تسقط في مناطق كردستان طبعا لانها جبلية حيث قامت حكومة كردستان منذ 2007 بانشاء 14 سد لحجب هذه المياه وتخطط لاكمال 40 سد أخرى بدون موافقة الحكومة المركزية .

والتوصية الثانية ان العراق لا يحتاج سدود الا في إقليم كردستان؟؟؟

هذا هو التخبط والتفريط بحقوق العراق المائية خدمة للمصالح الشخصية تحت حكم الفساد واللصوصية.

متابعات #جريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار