خبير مياه: الأمطار الأخيرة حسّنت الوضع المائي نسبيًا لكنها لا تنهي أزمة الجفاف في العراق

خاص|
قال خبير المياه مخلد عبد الله إن موجة الأمطار التي شهدها العراق خلال الأسبوع الماضي جاءت نتيجة تعرض البلاد لعاصفتين مطريتين كان لهما تأثير مباشر، مبينًا أن انعكاساتهما كانت إيجابية ولكن بحدود ضيقة.
وأوضح عبد الله في حديث لـ“منصة جريدة” أن العاصفة الأولى تركزت على الخط المطري الموازي لتلال حمرين، وشملت مناطق في محافظات كركوك وأجزاء من السليمانية، وأسفرت عن سيول في الوديان الموسمية، كان لها أثر إيجابي محدود تمثل بتعزيز الخزين المائي في سد العظيم.
وأضاف أن العاصفة الثانية تأثرت بها مناطق شرق العراق، لاسيما محافظات السليمانية وواسط وميسان، نتيجة أمطار غزيرة هطلت داخل الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى تشكل سيول في الوديان الشرقية العابرة للحدود، وأسهمت في تعزيز الواردات المائية لحوض دجلة، إلا أن هذه الموجة لم تحظَ بتغطية إعلامية كافية مقارنة بالعاصفة الأولى.
وأشار عبد الله إلى أن من أبرز إيجابيات الأمطار الأخيرة تحسين الوضع المائي بشكل نسبي، وزيادة رطوبة التربة، ورفع الخزين المائي بصورة طفيفة، خاصة في سد العظيم، فضلًا عن وصول جزء محدود من المياه إلى بحيرة الثرثار، الأمر الذي ساعد على تقليل الضغط على السحب من سد الموصل.
وبيّن أن وزارة الموارد المائية أعلنت عن تعزيز الخزين بنحو 700 مليون متر مكعب، واصفًا هذا الرقم بـ«المتواضع»، خصوصًا أن ما يقارب ثلث هذه الكمية ذهب إلى خزين الثرثار الميت، مؤكدًا أن زخات مطرية محدودة لا يمكن أن تعالج جفافًا استمر عامًا كاملًا.
ولفت إلى تسجيل بعض الفيضانات في الوديان نتيجة التجاوزات، ولا سيما انتشار مقالع المواد الإنشائية ضمن مجاري الوديان، محذرًا من مخاطر هذه الظاهرة.
وختم عبد الله حديثه بالتأكيد على أن المؤشرات المناخية تُظهر تأخر موسم الأمطار هذا العام، إذ جاءت أولى الموجات في كانون الأول بدلًا من تشرين الأول، معتبرًا ذلك أحد انعكاسات التغيرات المناخية التي بات العراق يعاني منها بشكل واضح.



