محلل سياسي: تصريحات باراك تؤشر قلقًا من تمدد النفوذ الإيراني

خاص|
قال المحلل السياسي حسن العامري إن القراءة المتعمقة لتصريحات المبعوث الأميركي الخاص، توم باراك، تكشف قلقًا إقليميًا متزايدًا من التحولات داخل الساحة السياسية العراقية، ولا سيما بعد صعود الفصائل داخل البرلمان وما يمثله ذلك من “شرعية سياسية جديدة” لقوى المقاومة، بحسب تعبيره.
وأوضح العامري لـ”منصة جريدة” أن إسرائيل تنظر إلى العراق من زاويتين أساسيتين: الأولى، توسع المحور الإيراني غربًا باتجاه سوريا ولبنان؛ والثانية، تحويل العراق إلى عمق لوجستي وعسكري محتمل في أي مواجهة إقليمية مقبلة.
وأشار إلى أن تقدم الفصائل داخل العملية السياسية يمنحها نفوذًا يتجاوز الجانب العسكري إلى التأثير التشريعي والسياسي، وهو ما تعتبره إسرائيل تحولًا خطيرًا في بنية القوة داخل العراق. وأضاف أن تصريحات باراك جاءت بمثابة “تحذير مبكر”، في إطار قراءة أميركية–إقليمية ترى أن “الفصائل تزداد قوة مقابل تراجع مساحة المناورة لدى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
وبيّن العامري أن المشهد السياسي يعكس تحول السوداني من رئيس وزراء مدعوم إلى رئيس وزراء محاصر بين ضغوط داخلية متصاعدة وتوجسات خارجية، وسط مخاوف دولية من أي تغيير مفاجئ لرئيس الحكومة الحالي، الذي يُنظر إليه على أنه الأكثر قربًا من الاندماج في مشروع الشرق الأوسط الجديد وربما الدفع بمسار طريق داوود.
وأكد أن المرحلة المقبلة لن تشهد سقوطًا مباشرًا للسوداني، بل على الأرجح ستتجه نحو: إعادة تشكيل تحالفاته السياسية، تقديم تنازلات داخلية محسوبة، تصعيد خطاب الدولة في مواجهة اللادولة،ومحاولة طمأنة الأطراف الإقليمية والدولية بأنه لا يزال ممسكًا بمفاتيح التوازن.
وأضاف العامري أن تصريحات باراك، بهذا المعنى، ليست مجرد موقف سياسي، بل تعكس تحولًا في معادلة القوة داخل العراق وتناميًا في المخاوف الإقليمية من المرحلة المقبلة.



