محلل سياسي: الإطار التنسيقي هو من يحدد مصير ولاية السوداني… وتصريحات باراك لا تغيّر شيئا

خاص|
أكد المحلل السياسي أحمد الحمداني أن الجدل المثار حول تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك بشأن مستقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يجب ألّا يُفهم بمعزل عن الواقع السياسي العراقي وتعقيدات تشكيل الحكومة المقبلة.
وأوضح الحمداني لـ“منصة جريدة” أن مستقبل السوداني لا يتوقف على ما يقوله باراك أو غيره، بل على قرار الإطار التنسيقي نفسه، بوصفه الكتلة الأكبر داخل البرلمان وصاحبة النفوذ الأكثر تأثيراً في اختيار رئيس الوزراء. وأضاف:
“لو كان الإطار يريد للسوداني ولاية ثانية، لما احتاج الأمر إلى أي تصريحات خارجية أو دعم دولي، لأن القرار في النهاية يُحسم داخل البيت الشيعي نفسه.”
وبيّن أن الدولة العميقة في العراق، بمختلف تحالفاتها وقواها داخل “الهرم الشيعي”، هي التي ترسم شكل القيادة الحكومية، وأن أي شخص لا يحظى بتوافقها الكامل لن يكون قادراً على البقاء لولاية أخرى، بغضّ النظر عن موقف الأطراف الدولية.
وبشأن صعود الفصائل، أوضح الحمداني أن الفصائل لم تدخل البرلمان مباشرة، بل عبر نواب يمثلونها سياسيًا بعد انتقالها من “المجتمع الفصائلي” إلى “المجتمع السياسي”. وأكد أن هؤلاء النواب يمتلكون تأثيرًا فعّالاً في الشارع والعملية السياسية، وأنهم جزء أساسي من قوى الإطار التنسيقي نفسها.
وأشار إلى أن ثلاثة من قادة الفصائل على الأقل يتواجدون ضمن دائرة صناعة القرار السياسي، ولهم تأثير واضح في تشكيل الحكومة المقبلة، بما في ذلك اختيار رئيس الوزراء وتحديد شكل التحالفات.
وأضاف الحمداني أن الإطار التنسيقي هو الطرف الذي يمسك بخيوط اللعبة السياسية، وأنه في حال عدم رغبته بتجديد ولاية السوداني، فإن ذلك لن يتغير مهما صدرت تصريحات من باراك أو غيره، لأن القرار النهائي عراقي–داخلي تديره القوة الأكبر داخل البرلمان.
وختم بالقول إن المرحلة الحالية تعكس حقيقة مفادها أن الإطار والفصائل يشكّلون المحور الأكثر تأثيرًا في تحديد مستقبل رئاسة الحكومة، وأن السوداني لن يحصل على ولاية ثانية ما لم يحصل على إجماع داخلي صريح داخل هذا الائتلاف.



