قادة الإطار بين نرجسية الاختيار وواقعية الاختبار.. مشهد سياسي معقّد يواجه لحظة الحسم!

خاص|
يرى باحثون سياسيون أن قادة قوى الإطار التنسيقي باتوا يعتقدون أن نتائج الانتخابات الأخيرة أعادت ضبط التوازن السياسي لصالحهم، بعدما ردَمت فجوة التمثيل الشعبي التي خلّفتها الاعتراضات التي أعقبت حراك تشرين. وبرغم التناصف الواضح بين جمهور المقاطعة والمشاركة، فإن الإطار يتعامل مع امتلاكه لثقل التمثيل وقدرته على إدارة تناقضات العملية الانتخابية باعتبارها أدوات كافية لتجاوز التحديات المقبلة، رغم اشتداد الضغوط الجيوسياسية المحيطة بالعراق.
ويؤكد الباحث السياسي أحمد الياسري لـ”منصة جريدة” أن الإطار يجد نفسه اليوم أمام معادلة “الاختيار والاختبار” مرة أخرى: اختيار شخصية سياسية تعزز تماسكه الداخلي، وفي الوقت ذاته قادرة على اجتياز الاختبار الأمريكي الذي عاد إلى الواجهة مع تصاعد الحراك الدبلوماسي الأمريكي المشرف —كما يرى— على رسم ملامح شخصية المرحلة المقبلة، ضمن محددات وضعتها إدارة ترامب قبل الانتخابات.
ويشير الياسري إلى أن الإطار أمام تحدٍ واضح يتمثل في الحاجة إلى “شخصية فائقة” تتجاوز الإمكان السياسي التقليدي، وهو ما لا يتوافر في الأسماء المطروحة داخله. وفي المقابل، فإن هندسة “شخصية متفوقة” تُستخدم كسلاح لحسم التنافس السياسي ورسم فضاء المقبولية ليست متوفرة هي الأخرى، ما يجعل خيارات الإطار محدودة.
وبحسب الياسري، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً قد يعيد إنتاج مشهد حكومة عادل عبد المهدي، عبر التعويل على “كتلة متفوقة” تمنح السلطة لنخبة من القوى الممسكة بالأصوات والنفوذ، مع بقاء خيار تجديد ولاية محمد شياع السوداني مطروحاً باعتباره ضابط الإيقاع القادر —من وجهة نظر الإطار— على تجاوز الاختبارات الإقليمية المقبلة ومعالجة التحديات الاقتصادية التي تفاقمت خلال الحكومات الإطارية السابقة.



