باحث يحذر من بقاء الخارجية بيد البارتي: اللوبي الكردي يخدم مصالحه فقط

خاص|
حذّر الباحث الاستراتيجي حيدر سلمان من استمرار احتكار الحزب الديمقراطي الكردستاني لوزارة الخارجية، مؤكداً أن هذا الاحتكار “يكلف الدولة العراقية كثيراً ويُبعدها عن موقعها الدولي”، في ظل وجود “لوبي سياسي متجذر للبارتي في واشنطن يخدم مصالحه الخاصة على حساب المصلحة العراقية العامة”.
وقال سلمان لـ”منصة جريدة” إن النقاشات السابقة مع الاتحاد الوطني الكردستاني (اليكتي) شجعت على ضرورة ذهاب الحزب نحو خيار انتزاع وزارة الخارجية من البارتي، ولو تطلب الأمر “التضحية بمنصب رئاسة الجمهورية”، معتبراً أن تبادل الأدوار بين الحزبين “خطوة ضرورية لتقليل ترسيخ النفوذ الحزبي داخل الوزارات السيادية”.
وأوضح أن بقاء الخارجية بيد الحزب الديمقراطي خلق شبكة نفوذ واسعة في الخارج، خصوصاً في الولايات المتحدة، ما جعل تحجيم هذا النفوذ “تحدياً صعباً حتى أمام اليكتي نفسه بعد سنوات من التمكين”.
وأشار سلمان إلى أن الإطار التنسيقي، رغم امتلاكه ثقلاً سياسياً، لا يستطيع بمفرده الحصول على وزارة الخارجية دون “التضحية بوزارة سيادية كبرى”، مبيناً أن الخيارات المتاحة أمامه تتمثل إما بالمالية أو النفط، وهما وزارتان “من شبه المستحيل” أن يقبل اليكتي التخلي عنهما لصالح أي طرف.
وبيّن أن منح وزارة المالية للبارتي يعني “فتح خزائن الدولة أمامه”، في حين أن تسليم وزارة النفط “غير معقول” في ظل اعتماد موارد العراق على هذه الوزارة وارتباط جمهور الإطار الجنوبي بها، مستشهداً بتجربة فؤاد حسين خلال توليه وزارة المالية وما رافقها من إشكالات مالية وسياسية.
وختم سلمان بأن “الحل والربط” بخصوص وزارة الخارجية بات اليوم بيد الاتحاد الوطني، لكنه تساءل: هل يستطيع اليكتي فعلاً كسر الهيمنة التي بناها الحزب الديمقراطي داخل الخارجية وفي لوبيات واشنطن؟ معتبراً أن الإجابة “ستكون صعبة للغاية حتى على اليكتي ذاته”.



