هيثم الهيتي عن قصف “كورمور”: رسالة إيرانية “مدروسة” لواشنطن وبغداد.. ومرحلة حافة الهاوية بدأت في العراق!

خاص|

قال الباحث الإستراتيجي هيثم الهيتي إن القصف الأخير يحمل “بصمة إيرانية واضحة”، مؤكداً أن ما جرى لم يكن ضربة عشوائية، بل “عملية مدروسة باحتراف لإيصال رسالة مباشرة للأمريكيين وللقوى العراقية التي تتحدث عن التغيير أو إنهاء نفوذ الفصائل المسلحة”.

وأوضح الهيتي في حديث لـ“منصة جريدة” أن إيران أرادت من خلال الضربة التأكيد على أنها “ما زالت تملك الجرأة والقدرة على استهداف المصالح الأمريكية في العراق”، وأنها قادرة على “إصابة أي هدف بدقة، وقطع الإمدادات الغازية والنفطية متى ما أرادت”، في وقت يعتمد فيه العراق بشدة على الغاز الإيراني.

وأضاف أن توقيت القصف قبل وصول المبعوث الأمريكي مارك سابايا وقبل زيارة الرئيس ترامب المحتملة إلى بغداد “يحمل دلالة سياسية واضحة”، مفادها أن “إيران ما زالت اللاعب الأكثر قدرة على الحركة والمناورة داخل العراق، حتى لو حاول بعض السياسيين الموالين لها تقديم تنازلات لحماية مصالحهم الخاصة”.

وأشار الهيتي إلى أن التحرك الإيراني يدخل ضمن ما يُعرف بـ”سياسة حافة الهاوية”، وأن طهران “مستعدة للذهاب إلى مراحل متقدمة من المواجهة داخل الأراضي العراقية”، في حين لا يبدو أن واشنطن تتجه لرد عنيف، إلا إذا اتخذ الرئيس ترامب قراراً مفاجئاً خارج حسابات المؤسسة الأمريكية.

ويرى الباحث الإستراتيجي أن “الذراع الإيرانية ما زالت قوية وفاعلة داخل البرلمان العراقي”، وأن الحكومة المقبلة – سواء بقيادة السوداني أو غيره – لن تستطيع تجاوز تأثير الفصائل الموالية لطهران.

وختم الهيتي بالقول إن العراق يقف اليوم أمام “نقطة تحوّل حساسة”: فإما أن تُقدم الولايات المتحدة على خطوة حاسمة في لحظة ما، وهو احتمال ضعيف لكنه قائم، أو أن يستمر المشهد كما هو “دون تغيير جذري” في ظل التحدي الإيراني المتصاعد داخل العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار