المعسكرات الوهمية… سوق الإذلال السياسي وإهانة كرامة العراقي

بقلم/ خالد الغريباوي

في وطنٍ كان يُفترض أن تُصان فيه الكرامة قبل الأصوات، أصبحت الحاجة بابًا للذل، وأصبح الفقير مشروعًا انتخابيًا لا مواطنًا له حق الاختيار. هناك من لم يكتفِ بإهانة صوت العراقي، بل حاول أن يهين إنسانيته، ليحوّل إرادته الحرة إلى ورقة تُشترى وتُباع على طاولات السياسة.

المعسكرات الوهمية لم تكن مواقع دعم انتخابي، بل أدوات إذلال وإكراه واستغلال لحاجة الناس، حيث جرى تحويل المواطن العراقي من صاحب إرادة وصوت حر إلى تابع ذليل مقهور، تُستغل حاجته للراتب أو الوظيفة أو المساعدة مقابل فرض التصويت، في خرق واضح للدستور وامتهان صارخ للكرامة الإنسانية، هذه الظاهرة لم تأتِ صدفة، بل قامت بها قيادات سياسية وجهات متنفذة استخدمت المال والنفوذ والسلاح، وجعلت بعض المرشحين مجرد أدوات تُدار وفق أوامر حزبية، فكان القرار الحقيقي بيد القوى السياسية التي صنعت هذه المنظومات الموازية للدولة، وحولت الانتخابات إلى سوق لبيع الأصوات وإهانة كرامة العراقيين. إن ما جرى يمثل جريمة اجتماعية وقانونية وسياسية، ويجب أن يُواجَه بمحاسبة صارمة تبدأ من القيادات التي وضعت أسس هذا الاستغلال، وتشمل كل جهة سياسية تلاعبت بأصوات الناس، وكل مرشح ارتبط بها واستفاد من أساليب الضغط والإكراه. ونتمنى من السلطة القضائية أن تطبّق قانون العقوبات العراقي بحق هؤلاء، وأن تُلاحِق القوى السياسية التي مارست الاستغلال وسلب إرادة المواطنين، وصولًا إلى إلغاء أصواتها وحرمانها من أي تمثيل سياسي، منعًا لتكرار هذه الإهانة البشعة بحق العراقيين. إن كرامة العراقي ليست ورقة انتخابية، والصوت الحر ليس سلعة، ولا يمكن بناء دولة محترمة مع استباحة إرادة الناس واستغلال فقرهم وحاجتهم، فالقانون يجب أن يكون فوق الجميع، والعقاب هو السبيل الوحيد لحماية الوطن وكرامة مواطنيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار