كيف ينجح الأساتذة بكسب قلوب طلبتهم؟

بقلم/ ليث صبحي عبد
كيف يخفّف الأستاذُ ارتباكَ الطالب من المادة التي يراها عسيرة؟ سؤالٌ يتردّد كثيرًا، فليس من السهل على المعلّم أن يكسب محبّة الطالب لمادة يهابها، غير أنّ بعض الأساتيذ يثبتون أن الصعوبة ليست في الدرس، بل في الأسلوب الذي يُقدَّم به. أعرف أستاذًا –أنا شخصيًا كنت لا أطيق هذه المادة– لكنّه كان يدخل إلى المحاضرة بابتسامة واسعة، تُطفئ نصف رهبة الدرس قبل أن يبدأ؛ ثم يفاجئ الطلبة بـ”كويز” يثير توتّرهم قليلًا؛ وما إن يتهيأ الجميع بالأوراق والأقلام حتى يكتب على السبورة: 
“اكتب لي أغنيتك المفضّلة، أو موقفًا ظريفًا، أو كلمة لا يفهمها غير صديقك.”
فتعمّ القاعة ضحكات خجولة وتذوب الأسئلة المتوترة وتلين القلوب لمادةٍ كانت تبدو جامدة لا روح فيها.
هذا النوع من الممارسات لا يخفّف الارتباك فحسب؛ بل يعيد تعريف العلاقة بين الطالب والمادة. فالأستاذ الحقيقي يدرك أنّ بناء الثقة أهمّ من تراكم المعلومات، وأنّ النفاذ إلى عقل الطالب يبدأ من الوصول إلى قلبه وحين يشعر الطالب بأن المعلّم يراه كإنسان لا كرقم في سجل؛ فإن المادة –مهما بدت صعبة– تتحوّل في نظره إلى طريقٍ يمكن عبوره لا حاجز يقف أمامه.
إنّ المعلم القادر على تحويل قاعة المحاضرة إلى بيئة آمنة مبهجة ومحفّزة؛ إنّما يصنع فرقًا لا تصنعه المناهج. فابتسامةٌ صادقة كلمة تشجيع أو حتى “كويز” طريف قد يغيّر مسار طالب ويمنحه دافعًا ليتصالح مع ما كان يهرب منه.
وهكذا يبقى الأستاذ الملهِم هو الذي لا يشرح المادة فقط، بل يشرح الحياة من خلالها ويعلّم طلبته أنّ الصعوبة ليست قدرًا؛ بل تجربة يمكن تجاوزها حين يرافقها معلم يعرف كيف يحوّل العبء إلى متعة والخوف إلى طمأنينة، والدرس إلى لحظة تُحفر في الذاكرة لا تُنسى.



