الياسري لـ”جريدة”: ضبط الفصائل وميزان واشنطن – طهران أبرز معايير اختيار رئيس الحكومة

خاص|

أكد المحلل السياسي محمد الياسري أن الإطار التنسيقي وضع معايير واضحة لاختيار رئيس الوزراء المقبل، تتركز – بحسب قوله – على ضرورة المشاركة الحقيقية في القرار السياسي داخل الإطار، بعد أن شعرت بعض أطرافه خلال الفترة الماضية بأن رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لم يكن جزءاً فاعلاً في صناعة القرار داخل المنظومة السياسية للإطار.

وقال الياسري لـ”منصة جريدة” إن “المرحلة المقبلة تتطلب رئيس وزراء يمتلك حضوراً قيادياً لا شكلياً، وشخصية تنفيذية وسيادية قادرة على إدارة الملفات العليا للدولة، وليس كما يروَّج له من وصفه بموظف أو واجهة إدارية، فمثل هذا الطرح يعدّ تقزيماً للمنصب وغير منطقي”. وأوضح أن منصب رئاسة الوزراء يجب أن يُدار بروح القيادة السياسية، وبما ينسجم مع طبيعة المرحلة، ومع ترتيبات الكتلة الأكبر وتوازناتها.

وفي سياق حديثه عن فصائل المقاومة، بيّن الياسري أن واحدة من أهم معايير الإطار تتمثل في قدرة رئيس الوزراء المقبل على ضبط إيقاع الفصائل ومنع خروجها عن توجهات الدولة، لافتاً إلى أن السوداني نجح خلال الفترة الماضية في إدارة هذا الملف من دون انزلاق إلى مواجهة مع الولايات المتحدة، وهو ما اعتبرته واشنطن “ضمانة لمرحلة هدنة سياسية وأمنية”.

وذكر الياسري أن الإطار يشدد على أن “العراق يجب أن يبقى وسيطاً بين الولايات المتحدة والمحور الإسلامي، لا أن يكون طرفاً مع جهة ضد أخرى”، مؤكداً أهمية استمرار هذا التوازن لمنع أي احتكاك أو تصعيد غير محسوب. وأضاف أن المطلوب في المرحلة المقبلة هو الحفاظ على خطوط عامة للعمل مع الفصائل، بما يضمن عدم تعارض نشاطها مع رغبات الحكومة أو يضع العراق تحت تأثير الضغوط الأميركية.

وختم الياسري بأن المعايير المطروحة داخل الإطار ليست شكلية، بل ترتبط مباشرة بمدى قدرة المرشح لرئاسة الوزراء على إدارة ملفات السيادة، وضبط السلاح، والتعامل مع المعادلة الأميركية ـ الإيرانية دون الإضرار بالمصلحة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار