فتحوا الجرح القديم.. متنفذون يتحركون للسيطرة على أراضٍ في محيط جامع أم الطبول.. مناشدات عاجلة للسوداني

خاص|

كشفت مصادر مطلعة عن تحرّك جهات متنفذة للاستيلاء على نحو 30 دونماً من المساحات ضمن جامع أم الطبول في العاصمة بغداد، في خطوة أثارت استياءً واسعاً داخل الأوساط الدينية والمجتمعية، وسط تحذيرات من أن العملية تُدار بغطاء شبه رسمي تحت عنوان “إعادة تنظيم الأراضي” داخل المنطقة.

وقالت المصادر لـ”جريدة” إن شخصيات مرتبطة بمتنفذين باشرت خلال الأيام الماضية بالضغط على الجهات الفنية لاستكمال إجراءات نقل ملكية القطع المحيطة بالجامع، بهدف تجهيزها كقطع سكنية للوزراء وكبار المسؤولين أو تحويلها إلى مجمعات سكنية واستثمارية تمتد على مساحة تتجاوز 31 دونماً.

وبحسب المصادر، فإن قوة عسكرية وصلت إلى الموقع لأكثر مرة، بهدف إيصال رسائل متعددة، برغم من أن هذه الأراضي ظلت جزءاً من حرم الجامع منذ تأسيسه، وتُعدّ امتداداً للخدمات والمرافق التابعة له.

وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان سلسلة محاولات سابقة قامت بها جهات سياسية وشخصيات نافذة خلال السنوات الماضية للسيطرة على المساحات المحيطة بجامع أم الطبول، مستفيدة من موقعه الحيوي على أحد أهم شوارع جانب الكرخ، وقربه من مؤسسات أمنية وحكومية، إلا أن تلك المحاولات كانت تتوقف بفعل اعتراضات ديوان الوقف السني ورفض الأهالي.

وتشير المصادر إلى أن “الجهة الحالية التي تتقدم بهذه الخطوة تحاول فرض أمر واقع عبر استخدام نفوذها الأمني، والضغط على بعض مفاصل وزارة المالية لإعادة لتمليكها تلك الأراضي”.

ووفق المعلومات، فقد وجّه أهالي منطقة اليرموك ومسؤولون في دوائر متعددة تابعة للأوقاف مناشدات عاجلة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، طالبوا فيها بـ “وقف التجاوز وإنهاء هذا التحرك” الذي اعتبروه “بداية لموجة استحواذ قد تطال مواقع دينية أخرى إذا لم تتم معالجتها بسرعة”.

وأكد الأهالي أن أي مساس بحرم الجامع يعد اعتداءً على هوية المنطقة ومعلمها الأبرز، محذّرين من أن تحويل الأرض إلى مجمعات حكومية أو استثمارية “سيغيّر الطابع العمراني، ويخلق ازدحاماً أمنياً وخدمياً، ويقوّض الدور الديني والاجتماعي الذي يؤديه الجامع منذ عقود”.

كما شددت شخصيات من داخل الوقف على أن القضية لا تتعلق بقطعة أرض فقط، بل بمحاولة “إضعاف المؤسسة الدينية عبر مضايقتها،  واستغلال نفوذ جهات رسمية لتنفيذ ذلك”.

وأكدت المصادر أن الأهالي يراهنون على تدخل مباشر من السوداني لوقف الخطوة “قبل أن تتحول إلى أمر واقع يصعب التراجع عنه”.