العبايجي تحذّر: غنائم السياسة تبتلع مستقبل العراقيين

خاص|
حذّرت النائبة السابقة شروق العبايجي من استمرار تغييب التمثيل المدني والمشروع الوطني داخل المشهد السياسي، معتبرةً أن ما يجري اليوم يعدّ تراجعاً خطيراً عن مبادئ بناء الدولة الحديثة بعد أكثر من عشرين عاماً على التجربة الديمقراطية في العراق.
وقالت العبايجي لـ“منصة جريدة” إن المشروع المدني الوطني يقوم على ركائز أساسية، أبرزها ترسيخ الهوية الوطنية واعتبار المواطنة فوق الهويات الفرعية، مؤكدة أن هذه المبادئ كان يفترض أن تتجذر في المجتمع العراقي بعد عقدين من العمل السياسي، “إلا أن الواقع يشير إلى انتكاس واضح وعدم تراكمٍ إيجابي في السلوك الديمقراطي”.
وأضافت أن الأحزاب المتنفذة ما تزال تنظر إلى السلطة بوصفها غنيمة، وتتعامل بمنطق تقاسم النفوذ والمكاسب، في حين انشغلت القوى المدنية بالدفاع عن مصالح الشعب والبلد وسيادته، ومحاربة الفساد، ومعالجة الأزمات المتراكمة التي يعاني منها العراقيون.
وأشارت العبايجي إلى أن أداء الطبقة الحاكمة يتجه نحو المزيد من الإقصاء والتهميش لكل صوت وطني حقيقي، معتبرة أن تركيز تلك القوى على الامتيازات والصراع على الأموال “سيأخذ أشكالاً أكثر حدّة، لأنه يتعلق بمليارات الدولارات التي تُنفق اليوم في الحملات الانتخابية بصورة لا تتناسب مع واقع البلد”.
وتابعت أن تلك الأموال كان يمكن أن تُوجّه لحل أزمات خانقة مثل المياه، المدارس، السكن، والكهرباء، لو كانت هناك رؤية وطنية حقيقية تراعي مصالح الشعب العراقي.
وأكدت أن الشعب اليوم يعيش “حالة صدمة” بسبب استبعاد جميع الأصوات التي كانت تدافع عن حقوق الناس، مكافحة الفساد، سيادة البلاد، حل أزمات الخدمات، والدفاع عن حقوق النساء، مشددة على أن الطبقة السياسية “للأسف لم تتعلم الدرس بعد”، وأن استمرار هذا النهج “لا يبشر بخير”.



