هيثم الهيتي لـ”جريدة”: واشنطن قد تجد مأزقا في التعامل مع البرلمان المقبل .. لهذا السبب

خاص|
قال الباحث السياسي والاستراتيجي هيثم الهيتي إن المشهد السياسي العراقي ما يزال يفتقر إلى موقف أميركي واضح تجاه نتائج الانتخابات الأخيرة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تصدر حتى الآن أي تهنئة أو إشادة، ولا حتى انتقاد مباشر يرتبط بمسار الانتخابات.
وأضاف أن التصريحات الأميركية الأخيرة، وخصوصاً من وزير الخارجية، ركزت على تزايد النفوذ الإيراني دون التطرق لقراءة واضحة للنتائج.
وأوضح الهيتي في حديث لـ”منصة جريدة” أن توقّع الدور الأميركي خلال المرحلة المقبلة، وبالأخص في ما يتعلق بمصير رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ما يزال أمراً غير محسوم. وقال: “هل سيدعم الأميركيون بقاء السوداني؟ هذا سؤال لا يمكن الإجابة عنه الآن.”
وأشار الهيتي إلى أن إيران حققت مكسباً مهماً في هذه الجولة الانتخابية عبر قدرة بعض فصائلها المسلحة على الدخول بقوة إلى الساحة السياسية.
وبيّن أن تلك الفصائل باتت تمتلك حضوراً مؤثراً في البرلمان، مثل حركة حقوق والعصائب، ما يخلق “مأزقاً أميركياً” في التعامل مع تركيبة برلمانية ذات نفوذ فصائلي متصاعد.
وأضاف الهيتي أن السوداني سبق أن جنّب العراق ضربة عسكرية محتملة قبل الانتخابات، لكن بقاء الوضع مستقراً سيعتمد على شكل الحكومة المقبلة، خصوصاً في حال سيطرة الفصائل سياسياً على مفاصل القرار البرلماني.
ووفق الهيتي، فإن المعادلة السياسية في العراق لا تزال تدور بين التأثير الأميركي والإيراني والنجفي، ما يجعل خيارات رئاسة الوزراء محصورة بين بقاء السوداني أو اختيار بديل وسطي مثل حيدر العبادي، أو شخصية أخرى تحظى بقبول أميركي وخليجي وإيراني في الوقت ذاته.
وختم قائلاً إن الإيرانيين، بعد مكاسبهم البرلمانية، “لن يسعوا لفرض شخصية متشددة أو تابعة لهم مباشرة، بل سيبحثون عن شخصية دبلوماسية أقل حساسية، وهو ما يجعل السوداني أو العبادي من الخيارات الأقرب في المرحلة المقبلة.”



