أما آن لكورد العراق التنازل عن منصب الرئيس؟

بقلم/ وليد ابراهيم

من منكم يتذكر موقفاً واحداً متميزا ًويستحق التوقف عنده لرئيس جمهوريتنا، والذي أجزم أن كثير من العراقيين لا يعرفون إسمه رغم أن ولايته في منصب الرئيس قاربت على الانتهاء؟.
من منكم يتذكر له موقفاً او تصرفاً او سلوكاً واحداً عمدَ فيه الى تقويم الاداء باعتباره احد ركني السلطة التنفيذية والمسؤول المباشر عن تطبيق الدستور، وأفرح فيه العراقيين واثنوا على حسن تصرفه وأداءه؟
وردا على هذين السوال؛ اقول جازما: لا يوجد.

استمعت اليوم إلى كلمة الرئيس التي ألقاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة. وهنا لا يمكن القول سوى ان اداءه كان كارثياً.
هل يعقل ان تبلغ الاخطاء اللغوية لاي رئيس دولة بالعالم وهو يلقي كلمة امام هكذا منبر دولي، العشرات من الأخطاء اللغوية؟
هل يعقل انه لا يستطيع (او ربما لا يعرف) نطق الكثير من المفردات بشكل سليم وواضح التي تضمنتها كلمته، والتي امتدت لنحو 21 دقيقة؟!.

بداية لابد من القول ان لا شيء شخصي في هذا القول. لم اعرف الرجل عن كثب، ولم تتح لي الفرصة في الحديث معه عن قرب والاستماع اليه بعيدا عن اي بروتوكولات يفرضها المنصب.
سمعت من زملاء التقوه أنه طيب السريرة، وان شخصيته بعيده عن اي تعقيد، وهي أقرب إلى البساطة. جميل جدا ان يكون المسؤول على هذه الشاكلة.
لكن المهم والاهم هو شخصية الرئيس فيه، والتي تستحق منه ومن غيره ان يعطيها استحقاقها ووزنها الاعتباري والمعنوي. هذا ما ينتظره الجميع منه في العراق. وبعكسه فهو لا يستحق المنصب بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى.

ولقطع الطريق امام من يريد الاصطياد وينعتني بالعنصرية اقول، هل كنت ساقول مثل هذا الكلام لو ان الرئيس الأسبق طيب الذكر برهم صالح هو من القى الكلمة؟
نتذكر فصاحة الرئيس برهم صالح عندما وقف على نفس هذا المنبر قبل بضعة سنوات ليلقي كلمة العراق، هل تجرأ احد بانتقاده على كلمته، شكلا ومضموناً؟
هل يمكن ان ننسى الكثير من المواقف له والتي حول فيها منصب الرئيس ليكون ركناً فاعلاً ومؤثرا في اداء السلطة التنفيذية، واعطى للمنصب قيمة مضافة طيلة اريعة سنوات، ليحوز على كثير من الاعجاب والتقدير والثناء من غالبية عرب العراق قبل كورده، لدرجة ان كثيرين شعروا بالأسف لمغادرته المنصب بسبب تقاطعات وحسابات سياسية ضيقة.

ان هذا الاداء الكارثي لرئيس الجمهورية الحالي يدفعنا إلى القول صراحة، وبالذات لاهلنا الكورد والى القوى السياسية الكوردية:-
بعد اكثر من عقدين من الزمن، الم يحن الوقت للتخلي عن التعنت في التمسك بهذا المنصب وفسح المجال امام شخصية عربية (سُنية او شيعية) لتبوأ هذا المنصب؟.
ان هذا السلوك سيُحسب لكم وسيكون مدعاة لكثير من النخب السياسية وغير السياسية وغيرهم، إلى إعلاء الصوت بضرورة كسر هذا العُرف السياسي الذي بات يتحول إلى واقع في عملية توزيع الرئاسات الثلاثة واحتكار كل مكون لمنصب معين.
لا يفترض أن يبقى منصب رئيس الجمهورية حكراً للأكراد، تماما كما هو الحال في منصبي رئيس البرلمان واحتكاره من قبل السُنة، ورئيس الوزراء واحتكاره من قبل الشيعة.

وكما أن احتكار المناصب الرئاسية غير مقبول وغير مبرر، فان احترام ثقافة العراق وتنوعه وعمقه التاريخي واجب على الجميع. وواحدة من اهم موجبات هذا الاحترام هو احترام العمق العربي للعراق. والقول انه آن الأوان لكي يُسند منصب رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة إلى شخصية عربية، هو قول لا يوجد فيه اي انحياز ضد اي طرف وخاصة ضد أهلنا الكورد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار