قبيل الانتخابات.. صراع اللوبيات يحتدم في واشنطن وتوازن جديد يطرق الساحة

خاص|
أكد الباحث الاستراتيجي حيدر سلمان أن الساحة الأميركية تشهد حراكاً متسارعاً لتشكيل لوبي سني عراقي في واشنطن، في وقت يواصل فيه اللوبي الكردي نشاطه التقليدي عبر أدوات النفوذ السياسي والاقتصادي للضغط على بغداد.
وأوضح سلمان في حديث لـ“منصة جريدة” أن “اللوبي الكردي يعتمد على واشنطن كوسيط ضاغط لاستحصال المكاسب من الحكومة المركزية، لكنه يتجنب الذهاب نحو قطيعة تامة مع بغداد حفاظاً على ديمومته ككيان سياسي وجغرافي داخل العراق”.
وأشار إلى أن أطرافاً سنية بدأت فعلياً بالتحرك، عبر ثلاث شخصيات بارزة أحدهم مقرب من الإدارة الأميركية يعمل على “تمهيد الطريق” للتأثير داخل الكونغرس، مؤكداً أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام توازن جديد في النفوذ العراقي داخل الولايات المتحدة.
في المقابل، بيّن سلمان أن الأطراف الشيعية العراقية تفتقر إلى لوبي مؤثر في واشنطن، مرجعاً ذلك إلى التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران، وما تبعه من توتر مع القوى الشيعية في العراق، وهو ما ساهمت فيه إسرائيل بحسب تعبيره.
وأضاف أن الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، سعت مؤخراً إلى تفادي المواجهة المباشرة مع واشنطن عبر “أبواب مغايرة”، من بينها تنظيم مؤتمر استثماري جذبت من خلاله نحو 60 شركة أميركية، إضافة إلى دعوة عضوين جمهوريين من الكونغرس للمشاركة، في محاولة لخلق توازن جديد.
وبحسب سلمان، فإن الحكومة العراقية لم تنجح حتى الآن في كسب دعم مباشر من الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس وفريقه المقرب، لكنها تحاول بناء قنوات تواصل مع شركات ومنظمات وأعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتخفيف الضغوط وتجنب التصعيد.
وختم الباحث الاستراتيجي بالقول إن العراق سيبقى في المدى المنظور أمام مسار متذبذب بين التصعيد والتهدئة، لكنه لن ينزلق إلى مواجهة شاملة، رغم احتمالية إدراج بعض الفصائل على قوائم الإرهاب، مؤكداً أن الضغوط المتزايدة قد تدفع بأداء الحكومات العراقية إلى مزيد من الضعف في المرحلة المقبلة.